ماذا بعد المونديال … كفانا نهبا لثروات البلاد!

هيئة التحرير26 يونيو 2018
ماذا بعد المونديال … كفانا نهبا لثروات البلاد!
وسعدن عبد الكبير ناشط اعلامي

 

لست من هواة متابعة البرصا والريال وليس ممن ينفق 90 دقيقة لمتابعة مباراة في كرة القدم ،لكن الامر مختلف عندما يتعلق الأمر بمنتخب المغرب فإني لا اعرف لماذا تجدني أول المتابعين له رغم ان عقلي يعرف أن عند كل انتصار لهم يتم استغلاله لتزين واقع الاستبداد ولنهب مزيدا من الميزانيات ولتخدير الشباب …ولكن رغم ذلك قلبي مع الشباب الذي يدافع بكل حماسة وبكل روح وقتالية عن رفع شأن الشعب المغربي في المحافل الدولية.

وحتى لما كان التصويت على منظم مونديال 2026 كان قلبي يريد الفوز للمغرب بالتنظيم عسى ان تقلع عجلة التنمية حقا رغم أن الأمر محسوم، ورغم أن عقلي يعرف أن لجنة الترشيح من اللصوص ومصاصي الدماء وصناع الأزمات، حيث يستغلون كل مناسبة في نهب الميزانيات والتمتع بريع المال السائب بدون حساب ولا رقابة.

أتساءل هل هذا الامر بعض مما تبقى من الانتماء لهذا الوطن الذي يقتلونه فينا كل يوم، هل هي حرقة وغيرة على وطن لم يبقى فيه الا الاسم …

عندما ننتقد طبعا فهذا كله غيرة ومحبة لهذا الوطن، نحب أن نرى ويكن له شأن في كل المحافل الدولية …نعم الكرة هي مجرد جلدة منفوخة بالهواء ولكنها ساهمت في تنمية اقتصاد الدول التي عرفت كيف تستثمرها لصالحها وكذا في تأطير شبابها ولا أحد يشك في مكانتها المهمة في حشد الشباب والتأثير عليهم، كما أنها كشفت المستور وبينت أن البيئة الفاسدة لا تصنع النجاح وكذب من يقول ان السياسة سياسة والكرة لعبة فالأمر سيان فالفساد السياسي والتدبيري ينتج عنه فساد وأزمات في كل المجالات ….
المغرب يتوفر على طاقات وكفاءات في جميع المجالات لكن يتم إخمادها بسبب السياسات التدبيرية الفاشلة وبسبب القبض بيد من حديد لمجموعة من اللصوص والعصابات على بعض القطاعات الحيوية في البلد وتهميشهم للشباب ….
المغرب يتوفر على كفاءات عالية بعضهم يكافح ويقاوم وبعضهم مسجون ظلما واخرين يموتون كل يوم في صمت…أما من اسعفه الحظ ووصل للبلدان التي تحترم الانسان فقد اثبتوا كفاءتهم وتفوقوا في مجالاتهم وليس فقط في الكرة بل نجدهم في الطب ،في التعليم ،في الاقتصاد ،في الشأن العام ،في المصانع والمختبرات …
الفرق فقط بيننا وبينهم في مسألة تدبير وعقليات هم يحسنون استثمار البشر في تحقيق النجاح وهنا يصنعون الفشل بالبشر.

عندما ننتقد الأوضاع بحرقة فإن ذلك نابغ من الغيرة وحب الخير لهذا الشعب…لأننا رغم المعاناة  فإن قلوبنا لازالت تنبض تعلقا بأصلها وحبا لموطنها.ويفرحها ان ترى راية البلد تحلق في كل المناسبات والمحافل العالمية، في العلم والطب والاقتصاد والرياضة والسياسة …لذا رجاء اتركوا هذا الشباب ليقل كلمته ، كفاكم من النهب والسرقة الا تتعبون ،فقط أرحلوا ولا تعدون فالشيء الوحيد الذي تفعلون في هذا البلد هي صناعة الأزمات ونهب الثروات .
الشباب الرجال أمثال أمرابط كثيرون في المغرب ويوجدون في كل ميدان، فقط يحتاجون لفرصة، يحتاجون للحب والمحاضن والمؤسسات لصقل مواهبهم …
وأخيرا وبشكل خاص: شكرا للاعبين الذين متعونا بكرة نظيفة وتقاتل منقطع النظير وحماسة ليس لها مثيل…والمعذرة فقوانين الفيفا لا تنصف الأداء الجيد وقد فضحتم كذلك تحيزها للفرق الأوربية وهذا واضح للعيان…
حماستهم نحتاجها في الصحة والتعليم وتقاتلهم يفدنا في التدبير والبناء وغيرتهم والروح الوطنية مهمة في كشف الحساب والمسؤوليات …

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة