ليس للحب مقابل… حفل تكريم عون مصلحة ببني ملال محمد العمراوي الذي أحيل التقاعد

هيئة التحرير9 يوليو 2018
ليس للحب مقابل… حفل تكريم عون مصلحة ببني ملال محمد العمراوي الذي أحيل التقاعد

عبد الكريم جلال

 

بعد اللقاء يأتي الفراق، وكل من امتطى صهوة الوظيفة العمومية لابد أن يترجل عنها في يوم ما، وما هي إلا قطار سيتوقف عن السير لا محالة، وها هو اليوم سي محمد العمراوي موظف بسيط، يترجل ابتعادا عن قطار الوظيفة العمومية، بعد أكثر من 35 سنة من العمل، لا يملك جاه ولا منصبا كبيرا ولا سيارة فخمة، لكنه يملك القلب الكبير، والروح الطيبة، والأخلاق العالية، والكلمة الصادقة التي جعلته محبوبا، لأنه كسب القلوب بالإخلاص والصدق، بدون مقابل، إنه عون مصلحة، الرجل الذي أمضى زهرة عمره في التفاني العمل والتنقل بين المكاتب، تعود الجميع على رؤيته كل صباح يفتح أبواب الإدارة ومكاتبها، ويقضي أغراض الموظفين ” سي محمد دير فوطوكوبي… سي محمد وصل هذا الوثائق للعمالة… سي محمد وصل هذا الوثائق للباشوية سي محمد وصل هذ الوثائق للمصالح الخارجية…” لا تسمع منه إلا نفس الجواب: مرحبا وهو مبتسم، فيحمل تحت دراعه محفظة الصادرات والواردات، ويمتطي دراجته النارية التي يقتني بنزينها من أجرته الهزيلة، ويقرع أبواب الإدارات، ليسلم الصادرات ويستلم الواردات، بقلبه الطيب، وتعامله البسيط، أحبه الجميع رؤساء ومرؤوسين… موظفين ومرتفقين… إنسان قل نظيره في هذا الزمن الردئ، زمن الأنانية وحب النفس، زمن المصالح الشخصية، زمن أضحت تقاس فيه قيمة الإنسان بما يراكم من ثروات، لكن هذا الإنسان البسيط تحدى هذا الزمان ومغرياته، ونال حب الجميع واحترامهم، طيلة مسيرته العملية بعفة وصبر وطيبوبة قل نظيرها، وبنكران ذات ليس لها مثيل.
أحبه الجميع والتف حوله كل موظفات وموظفي الملحقة الإدارية الثالثة ببني ملال للإحتفاء به وتكريمه على قدر طيبوبته، بعد أن أنهى مشواره العملي وأحيل على التقاعد، تعبيرا وعرفانا وتقديرا له على السنوات الطوال التي قضاها في مهنة شاقة، كان الحمل فيها ثقيلا ورضى الناس غاية، تخللته شهادات مؤثرة ومعبرة من رفاقه في العمل، اختلط فيها الفرح بالترح والبكاء على فراق رفيق درب عزيز وغالي، من بينها الكلمة المؤثرة التي ألقاها قائد الملحقة هشام النعماني في حق المحتفى به والتي كانت معبرة في حق المحتفى به، الذي أفنى حياته في خدمة المصلحة، مركزا على الثقة والأمانة التي كان يحظى بها، ومتأسفا على فراقه، شاكرا موظفي الملحقة على هذه المبادرة الحميدة، والالتفاتة الطيبة، اتجاه رفيقهم. وبعده أخذ الكلمة ممثل جمعية الاعمال الاجتماعية لموظفي عمالة بني ملال، وممثل الموظفين.
عمل سي محمد العمراوي كموظف بسيط، وأحيل على التقاعد كإنسان بسيط، لا يملك إلا الأنفة والكرامة والعفة… هكذا هو حال الإنسان البسيط، قال الشاعر إيليا أبو ماضي:
أأنا السائر في الدرب، أم الدرب يسير
أم كلانا واقف والدهر يجري… لست أدري

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة