تاكسي نيوز – عبداللطيف الباز – ميلانو
إنطلقت عملية مرحبا 2018 ، ولكن لا جديد في الأفق ؟؟ حكومة بنكيران التي شكلت بعد الربيع العربي وفقا لدستور 2011 الذي خصص أكثر من فصول دستورية للجالية المغربية بالخارج بقي حبر على الورق ، ولم تعمل حكومة العدالة والتنمية الأولى على تنزيل الفصول 17و18 ,19 و163 التي تضمن حقوق المواطنة الكاملة لمغاربة العالم وتعطيهم حق الترشح والتصويت والتمثيل في المؤسسات الإستشارية الدستورية المختلفة وبالتالي المشاركة في القرار السياسي الذي يهم بالدرجة الأولى قضاياهم السياسية والثقافية والإجتماعية ..
بل الأدهى من هذا أن الأمين العام لمجلس الجالية ، وهي المؤسسة الدستورية الإستشارية الأولى بالمملكة حسب الدستور الجديد المهتمة بقضايا الهجرة والمهاجرين ، صرح أكثر من مرة لوسائل الإعلام المختلفة المرئية منها والمكتوبة أن الحكومة السابقة تجاهلت العديد من المراسلات للمجلس فيما يخص كيفية تنزيل الفصول الدستورية التي تضمن حق المشاركة والتصويت والترشح في الإنتخابات البرلمانية ، بل أن رئيس الحكومة السابق السيد بنكيران حين سئل بباريس حول موضوع المشاركة السياسية لمغاربة العالم أجاب بقوله :* لما يسهل الله *
لكنه في المقابل زاد في الضرائب على أفراد الجالية المغربية بالخارج سواء في النقل الجوي أو البحري أو البري ، وفرض رسوم جمركية إضافية على الأفراد الذين يقومون بنقل البضائع من الديار الأوروبية للمغرب ..
نفس المنطق تعاملت معه حكومة العدالة والتنمية الثانية برئاسة العثماني التي رفعت الرسوم البريدية على جواز السفر ليصبح ما يقارب 80 أورو في كل مرة يريد أي مهاجر مغربي تجديده ..
وحين يشتكي مغاربة العالم من غلاء الأسعار سواء في الخصوط الملكية المغربية أو في الخطوط البحرية الرابطة بين المغرب وإسبانيا ، والمغرب وفرنسا ، والمغرب وإيطاليا تتعالى الأصوات الحكومية وهنا سندرج ما قاله الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة ، الخبير المالي الأستاذ عبد الكريم بن عتيق بالبرلمان المغربي حين سئل عن عملية مرحبا 2018 :
{ أكد الوزير المنتدب ال الكريم بنعتيق، اليوم الاثنين بالرباط، أن عدد أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج الذين توافدوا عبر مختلف نقط العبور للمملكة منذ انطلاق عملية (مرحبا 2018) بلغ ما يقارب 531 ألف و146 شخصمكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، عبدا.
وأوضح بنعتيق، في معرض رده على سؤال محوري بمجلس النواب حول “الاستعدادات المتخذة لإنجاح عملية عبور أفراد الجالية المغربية”، أن 60 في المائة من الوافدين جاؤوا عن طريق الجو، فيما 40 في المائة منهم عن طريق المعابر البحرية والبرية.
وأشار الوزير المنتدب ، إلى أنه في إطار عملية العبور، التي إنطلقت في خامس يونيو الماضي، تم تخصيص 24 باخرة منها 11 في ميناء طنجة المتوسط، وأربعة بواخر بين طنجة المدينة وطريفة، وثلاث بواخر ما بين ألميريا والناظور، وباخرة واحدة ما بين الناظور ومرتيل.
وذكر بأن اللجنة المشتركة المغربية الإسبانية إجتمعت في شهر ماي الماضي بمدينة المضيق بغية تعزيز التعاون لضمان سلاسة العبور بإعتبار العدد الكبير لمغاربة العالم الذين يتوافدون عبر إسبانيا خاصة. كما أبرز الوزيرالمنتدب أن مؤسسة محمد الخامس للتضامن وضعت رهن إشارة مغاربة الخارج 782 مساعد ومساعدة اجتماعية، و182 طبيب طيلة فترة العبور.} الخطوط الملكية المغربية ، وتعيش ما يشبه الجحيم في أشهر الصيف مع الشركات البحرية الإيطالية المحتكرة للنقل البحري بين طنجة وجنوة * GENOA TANGER * ، وليفورنو وطنجة * LIVORNO TANGER * * GRANDE NAVE * أو NAVE GRIMALDI VELOCE * ؟؟؟
ياترى لماذا أحجم السيد الوزير المنتدب للتطرق لمغاربة إيطاليا الذين يعانون الويلات في أشهر الصيف في النقل الجوي والبري والبحري ؟؟؟ رغم أنهم أول جالية مغربية من حيث التحويلات المالية لأرض الوطن التي تقدربما يقارب 300 مليون أورو سنويا ؟؟
للعلم أن الجالية المغربية بالخارج أول قطاع إقتصادي للمملكة بحيث تشير آخر الإحصائيات الرسمية أنه بلغت التحويلات المالية لمغاربة العالم ما يقارب 62 مليار درهم ولم تسثمر فيهم مختلف المؤسسات الدولة المغربية ولو درهم واحد !!!
مع كل هذا الحب الكبير للوطن ..والإحصائيات الرسمية يقول بعض افراد الجالية :” نعامل كبقرة حلوب لا أقل ولأ أكثر ..لحد الآن لا حقوق المواطنة الكاملة ..لا حق الترشح والتصويت ..ولا حق التميثل في المؤسسات الدستورية الإستشارية المختلفة ..إننا نعامل كالعبيد في سوق النخاسة لا حقوق بالبتة فقط ضرائب ورسومات مباشرة وغير مباشرة ..”.
مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج مر عليها الآن ما يقارب ثلاثة عقود من تأسيسها ..أغلب أعضائها في المكتب التنفيذي ماتوا والآخر بلغوا سن التقاعد لسنوات ..ومجلس الجالية المغربية بالخارج مر على تأسيسه ثمان سنوات ولا أفق لتجديد أعضائه …
وبعض شباب مغاربة العالم التحقوا بالخلايا العسكرية للتظيمات الإرهابية ، ليبقى السؤال المطروح من طرف الجالية :”يا ترى من هم المسؤولين الحقيقيين عن هذه الكارثة الإنسانية ؟؟؟