جمال مايس // رأي حر
في الوقت الذي تعاني فيه الصحافة الجهوية من غياب الموارد المالية وغياب الدعم العمومي والاشهارات ، وفي ظل غياب الاعلانات والاشهارات ومقاومة تيارات قوية تجدب المؤسسات نحو الأسفل لاغراقها وإفلاسها ، يصادق مجلس جهة بني ملال خنيفرة على اقتناء عقار ل “بيت الصحافة” ببني ملال بملايين الدراهم ، وتتلو هذه الخطوة هستيريا من الفرح والمرح في صفوف المنتخبين قبل الصحافيين ،والذين تحولوا الى ملكيين اكثر من الملك ، فكل منتخبة أو منتخب يلتقي مع صحافي إلا ويفتخر بأنه هو من ضغط على رئيس الجهة للمصادقة على المشروع ، ولعل حديثي مع احدى المنتخبات التي سبت الصحافة سيبقى راسخا في مخيلتي حين قالت بتعال :” ترافعنا عليكم باش نجيبو لكم بيت للصحافة” ، فالكل بات يتوهم أنه منقد الاعلام والصحافة بجهة مهمشة مقصية اعلاميا ، فالكل اصبح يتخيل نفسه “سبيدر مان” ، ونقول لهم :” حتى يزيد ونسميوه سعيد”.وكلهم لا يعلمون أنه :”مايحس بالمزود غا لمخبوط به”، لا يعلمون أن أغلب الزملاء الاعلاميين والصحافيين بجهة بني ملال خنيفرة لا يعنيهم اقتناء عقار لبيت الصحافة أو بناؤه وتجهيزه ، فنحن نعي جيدا أن هذه الخطوة هي مجرد ضحك على ذقوننا ومضيعة واستهلاك للوقت وهدرا للمال العام في أبشع وجوهه. فكيف لصحافي عاقل أن يفرح لشراء بقعة لإقامة دار الصحافة ، خاصة أن إقامة وبناء هذه الدار يحتاج إلى سنوات والى دعم مالي آخر وإلى أموال طائلة تقدر بالملايين كان من الواجب توجيهها للدعم المباشر للمنابر الإعلامية ، من اجل صحافة قوية ولبناء الجسم الصحفي المتشردم، وإقامة نظام تأميني تعاضدي يستفيد منه جميع الإعلاميين والصحافيين بالجهة ، تساهم فيه مؤسسات الصحافة بجميع أشكالها الى جانب مؤسسات الدولة .
وأنا سأكون صادقا مع نفسي ومع الله ، وأقول الحقيقة ولو أن بعض من زملائي لن تروقهم لكنهم يعلمون انها الحقيقة ، فحين كنت مع الزملاء في الأكاديمية في اجتماع مع والي الجهة قال بالحرف :” كاين عقار ديال الداخلية وحنا مستاعدين نعطيو العقار لبيت الصحافة “، فالزملاء يجب أن لا يغفلوا هذا الكلام فوالي الجهة وعد باعطاء عقار من أراضي الدولة “فابور” وليس اقتناء عقار بالملايين ، فلماذا اذن نترك عقار تهبه الدولة بالمجان ونجري وراء هدر المال؟!
فكلنا نعلم أن الوقت الراهن يقتضي تنظيم المهنة وتوحيد الصف والرؤية والأهداف التي يجب أن تكون واضحة ،والتدرج من الأسفل إلى الأعلى “ماشي من لحمارة لطيارة” واعتذر عن هذا التعبير، فلا اظن بأن جميع الإعلاميين بالجهة متحمسين كمرحلة أولى لإقامة “دار للصحافة”بالرغم من أهميتها ، فكان بالأحرى من مجلس جهة بني ملال خنيفرة الالتفات لأشياء أخرى اضن انها أولى في الوقت الراهن ، فلا صحافة جهوية بدون دعم مالي لاسيما وأن جهة بني ملال خنيفرة تفتقر للشركات الكبرى ومع وجود عدد قليل كمعمل السكر والحليب والاسمنت وووو إلا أن مدراء هذه الشركات يفضلون أن يتعاملوا مع الاعلام الوطني وقنوات القطب العمومي أو بمعنى اخر :”خبز دار ياكلو البراني” ، ولعل ما يثير السخرية أن ينشر موقع غوغل على موقعنا اشهار احدى اكبر الشركات ببني ملال “أكروبول” أو بمعنى اخر :”درنا اشهار بزز علينا وبلاما نوافقو عليه لهد شركة وغوغل يشد ملايين وحنا نشدو نبك ،هزلت”.
أمام هذه المعطيات لابد وأن أذكر رئيس جهة بني ملال خنيفرة ابراهيم مجاهد الذي قال :” ماغاديش نعطيكم الحوت شحال قدك تعطي الحوت انا غادي نعلمكم كيفاش تصيدو الحوت”، يا سيدي أنت الان تعطي ليس الحوت بل الحيتان فكيف يعقل أن يتم اقتناء دار للصحافة بأثمنة لن تقل تقريبا على 200 او 400 مليون سنتيم وبناءها يتطلب حوالي مليار سنتيم تقريبا ، في مدة أصلا لن تقل على 6 او 10 سنوات تقريبا، وفي نفس الوقت ترى كيف يعاني صحافيو هذه الجهة المنكوبة ، وكيف أن مقاولاتهم الصحافية مهددة بالافلاس رغم انها لاتملك ما تفلسه ، فكما سبق وأن قلت سابقا :’ اش خاصكم يا صحافة الجهة العريانة خاصنة دار الصحافة امولاي”، فانتم كالذي أمسك بمشرد وألبسه لباسا جديدا وسكب عليه عطرا زكيا ولم يلبسه حذاء وقال له تجول بشوارع المدينة حافيا فأنت أنيق وستثير انتباه الناس!! لينطبق المثل القائل :”ألمزوق من برا اش خبارك من داخل”.
سي مجاهد بدل أن تهدروا أموالا طائلة وملايين الدراهم في اقتناء وبناء بناية لن تعطي أي اضافة للمشهد الاعلامي والصحافي بالجهة ، ولعل في هذه الدور بطنجة وغيرها مثلا في فشل اهدافها ، ادعموا الصحافيين بشكل مباشر وحين أقول مباشر فأنا لا أقصد من تحت الطاولة ، لكن أقصد ابرام اتفاقيات وشراكات كما ابرمتموها مع صاحبة نصف مليار بازيلال و90 مليون ببني ملال و150 مليون ببني عياط و70 مليون ببني ملال، وكونوا على يقين أن صحافيي الجهة ومقاولاتهم لن تبرموا معها اتفاقيات بهذه المبالغ الخيالية ، وبدل أن يتم هدر ازيد من مليار سنتيم في بيت الصحافة العقيم ، فقد يتمكن الصحافيين من بناء ذواتهم وقد يستطيعون يوما كراء مقرات ولما لا اقتناءها ، وبهذا سي ابراهيم تكون قد أوفيت بكلمتك خلال خطابك الشهير وستكون قد علمتنا كيف نصطاد السمك بدل أن تغرقنا بالحيتان.
ملحوظة : عوتاني هزو المقال وديوه لمجاهد وقولو لو جمال مايس راه ضدك وتايخدم اجندة جهات وووو..