قصبة تادلة: م. البصيري
شب حريق بمطرح النفايات العمومي لقصبة تادلة و الجماعات المجاورة عصر يوم أمس الأربعاء، ما تسبب في انبعاث الأدخنة بكثافة و انتشار ألسنة النيران بمحاداة المطرح. و فور علمهم بالخبر، حل على الفور عناصر الوقاية المدنية بقصبة تادلة، الذين تمكنوا من إخماد النيران بتنسيق ومساعدة عناصر من القيادة الجهوية للوقاية المدنية ببني ملال و بحضور باشا مدينة قصبة تادلة و مدير مصالح الجماعة الترابية و عدد من المسؤولين.
وأفادت مصادر الجريدة أن التدخل الناجع لعناصر الوقاية المدنية في يوم شديد الحرارة حال دون انتشار النيران بالحقول و الضيعات المجاورة.
هذا و عبر سكان بمدينة قصبة تادلة و المناطق المحادية للمطرح عن توجسهم من عودة الحرائق بالمطرح و تصاعد الأدخنة الخانقة للأنفاس و الروائح المقززة التي تقلق راحة السكان و تهدد صحتهم خاصة خلال فصل الصيف الذي تسجل فيه المنطقة أرقاما قياسية في درجة الحرارة و هبوب رياح ” الشركي” من جهة شرق المدينة مكان تواجد مطرح النفايات.
و في ذات السياق طالب مهتمون بالشأن المحلي في اتصال بالجريدة بضرورة العمل على تفعيل و تسريع قرار إنشاء مطرح إقليمي مراقب بضواحي مدينة بني ملال الذي انعقدت بشأنه عدة لقاءات تحت إشراف والي الجهة الذي يعمل جاهدا على إنجاح هذا المشروع بمواصفات بيئية وعلمية حديثة، بغية تفادي الآثار الصحية و البيئية الخطيرة لعدد من المطارح العشوائية بإقليم بني ملال و من ضمنها مطرح قصبة تادلة.
و في نفس الاتجاه، تسائل ذات المهتمين حول مصير الدراسة التي قيل أن مصالح وزارة البيئة تكلفت بإنجازها بهدف ضبط كميات و طبيعة النفايات و لوجستيك تحويلها إلى المطرح الاقليمي و تحديد على إثر ذلك مساهمات و مسؤوليات الجماعات المعنية بمطرح قصبة تادلة.
هذا و كان منتخبون من قصبة تادلة طالبوا من والي الجهة ورئيس المجلس الجهوي خلال حفل تنصيب رجال السلطة العمل على توفير الآليات اللازمة لطمر النفايات و تحاشي تراكمها و اندلاع النيران، كحل مؤقت لحماية السكان بمدينة قصبة تادلة و الدواوير المجاورة من مخاطر الأدخنة و الروائح الكريهة، في انتظار إيجاد بديل للمطرح الحالي من قبل مجموعة جماعات تادلة و الدير للبيئة و التنمية المستدامة.
وللاشارة، فمطرح النفايات الصلبة الذي بات مصدر إزعاج لسكان عدد من أحياء مدينة قصبة تادلة و الدواوير المجاورة بسبب سحب الأدخنة الخانقة الناجمة عن احتراق النفايات، يقع بمحاذاة الطريق الوطنية وقم 8 الرابطة بين فاس ومراكش والتي تعتبر ممرا رئيسيا للسياح ولعموم المواطنين. كما أنه لا يبعد عن مدينة قصبة تادلة سوى بخمس كلمترات في اتجاه مدينة زاوية الشيخ ويتوسط أراضي فلاحية خصبة بمنحدر يطل على نهر أم الربيع الذي يخترق المدينة. كما أن هذا المطرح يستقبل يوميا أطنانا من النفايات القادمة من جماعات قصبة تادلة و القصيبة و اكطاية و تنوغة ودير القصيبة، ما يهدد حسب مختصين في المجال الفرشة المائية و مياه نهر أم الربيع و الأراضي الفلاحية بالمناطق المجاورة. و كانت فعاليات جمعوية نظمت وقفة احتجاجية للمطالبة بترحيل المطرح، كما تمت مراسلة الجهات المختصة في هذا المجال، و عقد ندوة علمية بمقر الجماعة أصدرت عدة توصيات بعد تشخيص الوضع البيئي و المخاطر التي تهدده.