نادلات المقاهي … بين عزة النفس والشرف وبين الدعارة وضغط وتحرشات الزبناء

هيئة التحرير24 يوليو 2018
نادلات المقاهي … بين عزة النفس والشرف وبين الدعارة وضغط وتحرشات الزبناء

شرف زيدوح الكاتب العام لمكتب التنفذي لجمعية المغربية لدفاع و الإهتمام بالقضايا الوطنية و المواطنة دار ولد زيدوح

 

في السنوات الأخيرة طفت على السطح ظاهرة الفتيات العاملات بالمقاهي ”الكرسونات” في بعض مقاهي دار ولد زيدوح وحد بوموسى ، وبشكل ملفت للنظر، إلى درجة أن المقاهي التي كانت شبه فارغة من الزبناء تراها ممتلئة عن أخرها في وجود النادلات، و أصبح بعض الأشخاص لايستطيعون الجلوس إلا في المقهى التي بها نادلات لمحاولة التحرش بهن.

فتيات في مقتبل العمر، يستقبلنك بابتسامة عريضة وكلهن حيوية ونشاط، يلبين طلباتك، تراهن طوال اليوم يتنقلن بخفة بين الطاولات لخدمة الزبائن وهن يتغاضين عن تحرشاتهم ومضايقاتهم للحفاظ على لقمة عيشهن، فتيات يطلب منهن الاعتناء بالمظهر والتقيد بالكثير من اللطف واللباقة في التعامل مع الزبناء، منهن من اختارت الطريق بمحض إرادتها، ومنهن من وجدت نفسها مجبرة على السير فيه في غياب البديل.
غالبيتهن لا يتوفرن على مؤهل دراسي وبعضهن لم يلجن المدرسة قط، ينحدرن من قرى ومدن صغيرة ، سدت في وجوههن الأبواب ليجدن أنفسهن داخل مقاهي من اجل كسب لقمة العيش .

سُمعة “مُسيئة”

نظرات الجالسين في المقاهي من الرجال لا تخطئ تحركات النادلات المتنقلات بين أرجاء المكان، وهن يقدمن خدمات ويلبين طلبات الزبناء من مختلف المشروبات، من كؤوس للقهوة والشاي والمشروبات الغازية وحتى السجائر. وقد يتجاوز الأمر حدّ النظرات إلى تحرش لفظي من طرف بعض الزوار، في سلوك تختلف ردود فعل النادلات تجاهه.
في مقهى بأحد بوموسى ، تشتغل “ن” (اسم مستعار) نادلة منذ قرابة 5 أشهر، تحكي عن قصة “التحرش” و”النظرات غير البريئة” تستمر طول النهار، “هناك من يظن أن الطلبات التي نلبيها للزبناء في النهار يقابلها عمل ليلي بأن نقدم خدمة جنسية … وهذا أمر يسيء لي ولعدد من النادلات”.
وتضيف : “لا شك أن هناك من الخادمات في مجالنا من اخترن الدعارة الليلة ، ويصطدن الفرائس من المقاهي، وهو أمر معروف، بدافع مضاعفة مدخولهن الشهري . وهناك من لجأن إلى هذا العمل الدنيء اضطرارا وليس اختيارا لأن الأجر الشهري لا يكفي بتاتاً”، لتشدد على أن هناك من وصفتهن “الشريفات” اللائي يعملن في هذه المهنة “بخلق وباحترام يفرضنه على الزبناء، وحتى على رب العمل بنفسه”.
أما “ل” (19 سنة) تقول : توجهت إلى صاحب المقهى التي افتتحت و فاتحته في رغبتي في العمل لديه و أخبرته بأنني لا أملك أية تجربة مسبقة رحب بالفكرة و اخبرني بأنه كان في صدد البحث عن فتاة لتعمل كنادلة بالمقهى ،و عن شروط العمل اخبرني بان ارتداء ملابس مثيرة سيكون في صالح المقهى التي هي بحاجة للزبائن و بأنني “كل ما كان خاطري واسع غتكون تدويرة كبيرة” اي سأتمكن من التحصيل على إكراميات مرتفعة و بأنه يرفض أن يتلقى شكاوي من الزبائن ضدي و إلا سيضطر إلى طردي و أردف قائلا “البنات لي بغاو لخدمة في القهوة عطى الله”.

أرباب المقاهي لا يترددن في الاعتراف بان الدافع الأول في تشغيل الفتيات هو الربح المادي وكسب الزبائن و أن تشغيلهن أصبح امرأ ضروريا و إلا فان المقهى سيغلق أبوابه.

وما ينطبق على دار ولد زيدوح وحد بوموسى ينطبق على الكثير من المقاهي بباقي المدن!

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة