إعداد: محمد البصيري
بعد أشهر من التعب والعمل يقصد عدد كثير من المواطنين خلال العطلة الصيفية الشواطئ المتوسطية والأطلسية للإستجمام وقضاء أوقات مسلية فوق الرمال، وبين أمواج البحر الممتعة. لكن كثيرا ما يرتكب المصطافون أخطاء ويقومون بممارسات غير صحية تحرمهم من الاستفادة الكاملة من السباحة والاستجمام.
فمع ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير خلال هذه الفترة تكون الفرص مهيأة للإصابة بضربات الشمس وحوادث الغرق الذي يعد التوقف القلبي أحد أسبابها.
وبهذا الخصوص يشير العديد من المختصين إن ضربة الشمس تؤدي إلى ارتفاع حرارة جسم الإنسان المركزية فوق الأربعين-40- درجة مع ما يرافق ذلك من اضطرابات في الجهاز العصبي المركزي بسبب فشل المركز المنظّم للحرارة، ينتج عنها نسبة عالية من الوفيات تصل إلى 70 % من المصابين لأنها تؤدي الدماغ، و يصاب بها الأشخاص الذين يعملون في الأجواء الحارة أو يزاولون أنشطة رياضية في ظروف جوية ذات حرارة مرتفعة، يتعرقون كثيراً دون تعويض السوائل التي فقدوها بالتعرق، الأمر الذي ينتهي بإصابة دماغية تبعا لارتفاع درجة الحرارة وشدة الرطوبة.
ويعتبر الأطفال والمسنين الأكثر استعداداً للإصابة بضربة الشمس، علما هناك عدة عوامل مؤثرة في حدوثها نذكر منها وفق إفادات أطباء مختصين، العامل الوراثي، ارتفاع درجات الحرارة الجوية وشدة الرطوبة، طول المدة الزمنية التي يتعرض فيها الشخص لحرارة الجو المرتفعة، بعض الأمراض التي يعاني منها الشخص وفي مقدمتها الأمراض القلبية ومرض السكري، تناول بعض الأدوية القلبية وعلى رأسها المدرات وأدوية ارتفاع الضغط الشرياني ( تقلل التعرق )، مضادات التحسس، أدوية التنحيف ، أدوية علاج الصرع.
ومن أهم أعراض الضربة الشمسية وفق ذات المختصين نجد الشعور بالدوار في البداية يليه غياب التعرق، احمرار الجلد و تجففه، ارتفاع الحرارة إلى 40 درجة أو أكثر، صداع و ارتفاع في نبضات القلب،واختلاجات. وتؤثر الإصابة بضربة الشمس على ضغط الدم، وتؤدي لآلام في الرأس وفي بعض الأحيان يفقد المصاب الوعي. وقد تؤدي في بعض الحالات الخطيرة إلى تلف دماغي مزمن تؤدي بالمصاب لشلل أو عمى أو طرش.
فماهي إذن الإحتياطات الواجبة لتفادي التعرض لضربة الشمس الخطيرة؟ وما هي أفضل فترات النهار لممارسة سباحة خالية من مشاكل ضربة الشمس والغرق والالتهابات الجلدية؟
إرشاداث وقائية من ضربات الشمس
من أجل قضاء فترات ممتعة بالشواطئ رفقة أفراد الأسرة والإستمتاع بسباحة دون مخاطر يلح كل المختصين في هذا المجال على ضرورة التقيد بمجموعة من النصائح والإرشادات الوقائية من أهمها:
– عدم التعرض لأشعة الشمس لمدة طويلة في ساعات ما بين العاشرة صباحا وحتى الرابعة عصرا.
– تجنب الأكل كثيرا والركض مباشرة باتجاه البحر لتجنب مخاطر الإغماء والغرق والأوجاع ، والأفضل ممارسة السباحة بعد مرور ساعة على الأكل حتى تستريح المعدة ويصبح الجسم مستعدا لتقبل ضغوطات السباحة وحرارة الشمس. كما ينصح بهذا الخصوص تناول وجبات غذائية خفيفة خالية من الدسم ( الدسم يؤمن سعرات عالية للجسم وبالتالي يرفع حرارته). فعدد من الأطباء يلحون على أن النزول إلى السباحة بعد تناول الغذاء مباشرة وبعد التعرض لأشعة الشمس لمدة طويلة، قد يعرض الحياة إلى الخطر بسبب حدوث الإغماء والتوقف القلبي – التنفسي الناتج عن الفرق في درجات الحرارة بين حرارتي الجلد و الماء.
– تجنب ممارسة النشاط الرياضي في الساعات المركزية شديدة الحرارة أي بين العاشرة صباحاً والرابعة مساء.
– تفادي المكوث في الماء لمدة طويلة، إذ على عكس الاعتقاد السائد تكون أشعة الشمس أقوى على سطح الماء وليس فوق الرمل، فهي تعكس على الجسم والماء معا مما يؤدي إلى حدوث التهابات في الجلد وحروق متفاوتة الخطورة إضافة إلى أوجاع في الرأس، علما أن القدرة على التحمل تتفاوت حسب نوعية البشرة.
– عدم مزاولة أي نشاط بدني قوي وحيدا بل دائما برفقة شخص آخر، كي يساعدك أو تساعده إذا ما حدث أي طارئ كضربة الشمس أو أية إصابة قلبية.
– ينصح بشرب السوائل حتى بعدم الشعور بالعطش، وعلى الشخص البالغ العادي أن يشرب ما يزيد عن ثلاث لترات من الماء على الأقل لتجنب نقص السوائل والإجتفاف. إذ يجب تناول قسطا من الراحة والسوائل اللازمة كل 15 إلى 20 دقيقة وأثناء مزاولة النشاط الرياضي.
– تفادي التعرض للتغيير المفاجئ بالانتقال من مكان مغلق يحوي مكيّفا هوائيا إلى مكان حار بل ينبغي التكيف مع الجو بشكل تدريجي حتى يتم التأقلم لتجنب الأذى.
– لا ينبغي النزول إلى السباحة والغطس فجأة بل يفترض تبليل الجسم بالماء تدريجيا، فبعد التعرض لأشعة الشمس لمدة طويلة(وهو أمر يجب تجنبه) ينبغي الانتقال إلى الظل ولو لمدة عشرة دقائق قبل النزول إلى السباحة، وبعد إجراء مجهود بدني مجهد يجب تناول قسطا من الراحة قبل ذلك.
– تجنب تناول المشروبات الكحولية قبل السباحة مع الحرص على استخدام المراهم الواقية من الشمس.
إسعافات أولية للمصاب بضربة الشمس
في البداية يجب الإتصال بالإسعاف أو نقل المصاب إلى قسم الإسعاف فورا، و ينبغي أثناء نقل المصاب في الطريق إلى المستشفى أو ريثما تنتظر وصول سيارة الإسعاف القيام بما يلي:
– وضع المصاب في جو منعش، في الظل، أو في غرفة مهواة بمروحة أو مكيف هوائي حسب ظروف مكان تواجد الشخص.
– خلع ثياب المصاب ومحاولة تخفيض حرارته بكمادات ماء بارد يلف بها جسم المصاب مع وضع مكعبات من الثلج تحت الإبط وبين الفخذين وعلى الرأس، أو وضع المصاب في مغطس ماء بارد كي تنخفض حرارته حتى 38 درجة مئوية.
– قياس حرارة المريض من حين إلى آخر، وفي حال عودة ارتفاعها نطبق ما ورد مرة ثانية وثالثة ريثما تصل سيارة الإسعاف أو إلى حين الوصول إلى المستشفى.
– في حال تعرض المصاب إلى نوبات اختلاجية يجب تثبيت المريض ووضع قطعة قماش بين أسنانه لكي لا يعض لسانه.
ونظرا للمخاطر العديدة المحدقة بالمصطافين وهواة السباحة والاستجمام بالبحر، على الجهات المسؤولة توفير وتهيئة المراكز الاسعافية الطبية وغير الطبية ( الإنقاذية ) بمختلف الشواطىء المغربية بغية توفير السلامة وإنقاذ حياة الناس عند الضرورة. والقيام بحملات إعلامية للتحسيس بالمخاطرالطارئة أثناء السباحة بالشواطىء وتقديم إرشادات للمواطنين.