قصبة تادلة: م. البصيري
يسود هذه الأيام تذمر شديد وسط سكان أحياء بمدينة قصبة تادلة قريبة من مطرح النفايات الصلبة (براكة، الزرايب، الداخلة، المرس الإسماعيلي) و كدا الدواوير المتاخمة له، وذلك جراء سحب الدخان الكثيف الخانق للأنفاس المنبعث من هذا المطرح العشوائي الواقع شرق المدينة و الذي صار منذ سنين يشكل معضلة حقيقية أضرارها البيئية و الصحية لم تعد خافية على أحد.
و لأن المصائب لا تأتي فرادى كما تقول الحكمة، فالحرارة المفرطة التي تشهدها المنطقة هذا الأسبوع ورياح الشركي زادت من المعاناة الناجمة عن سحب الدخان المتصاعدة الخانقة ذات الرواح المقززة.
و في هذا الصدد، عبرت فعاليات بالمدينة من خلال تدوينات بمواقع التواصل الاجتماعي عن استيائها البالغ و دعت المسؤولين إلى معالجة المشكل بشكل عاجل حماية للسكان و للمحيط البيئي، و الإسراع في تنفيذ التوصيات و الوعود بإنشاء مطرح إقليمي بضواحي مدينة بني ملال بمواصفات علمية حديثة، وإيجاد بديل لمطرح قصبة تادلة الحالي الذي صار برأي الجميع بؤرة بيئية سوداء. كما شددوا على دور مجموعة الجماعات للبيئة و التنمية المستدامة في ايجاد حل لهذه المعضلة البيئة بتنسيق مع الجهات المعنية.
وكما تم التأكيد على ذلك في العديد من المقالات، فمطرح النفايات الصلبة الذي بات مصدر إزعاج لسكان عدد من أحياء مدينة قصبة تادلة و الدواوير المجاورة بسبب سحب الأدخنة الخانقة الناجمة عن احتراق النفايات، يقع بمحاذاة الطريق الوطنية وقم 8 الرابطة بين فاس ومراكش والتي تعتبر معبرا رئيسيا للسياح ولعموم المواطنين. كما أنه لا يبعد عن مدينة قصبة تادلة سوى بخمس كلمترات في اتجاه مدينة زاوية الشيخ ويتوسط أراضي فلاحية خصبة بمنحدر يطل على نهر أم الربيع الذي يخترق المدينة. كما أن هذا المطرح العشوائي المتواجد بتراب جماعة سمكت يستقبل يوميا أطنانا من النفايات القادمة من جماعات قصبة تادلة و القصيبة و اكطاية و سمكت و تنوغة ودير القصيبة، ما يهدد حسب مختصين في المجال الفرشة المائية و مياه نهر أم الربيع جراء تسرب عصارة النفايات المعروفة ب “ليكسيفيا” و كدا تلوث الهواء و الأراضي الفلاحية بالمناطق المجاورة و انتشار الحشرات الضارة، فضلا عن المخاطر الصحية (أمراض الحساسية و الربو و الأمراض الجلدية) إلى جانب مخاطر تحويل ركام النفايات إلى مرعى للماشية، مع ما قد يترتب عن ذالك من أوبئة و أضرار.
و كانت فعاليات جمعوية نظمت وقفة احتجاجية للمطالبة بترحيل المطرح، كما تمت مراسلة الجهات المختصة في هذا المجال، و عقد ندوة علمية بمقر الجماعة أصدرت عدة توصيات بعد تشخيص الوضع البيئي و المخاطر التي تهدده.
فمتى ستتخلص مدينة قصبة تادلة و المناطق المجاورة من هذا الكابوس البيئي الخطير؟؟؟.