تاكسي نيوز // ايت اعتاب
إن ما يقع بآيت اعتاب هذه الأيام وفي عز الصيف ليعتبر وبكل المقاييس مأساة إنسانية حقيقة لا يمكن جهلها أو تجاهلها ، ويتعلق الأمر بوفاة شاب حدث عمره 16 سنة الاسبوع الماضي كان يسمى قيد حياته بعبد الخالق من دوار”إكرضن” ، حيث لقي مصرعه غرقا في إحدى البرك المائية التي أحدثها أحد المقاولين بمجرى وادي العبيد وبالضبط في دوار آيت وابيت التابع لجماعة مولاي عيسى بن ادريس بايت اعتاب اقليم أزيلال .
ويحكي والد الضحية في تصريحه للجريدة أن ابنه تم نقله لمستودع الأموات بالمستشفى الجهوي ببني ملال من أجل إخضاعه للتشريح الطبي ، ولقي صعوبات في نقل جثمانه لدفنه في مسقط رأسه ، حيث رفض الجميع تسليمهم سيارة لنقل الأموات ، وتحسر كثيرا على وفاة فلذة كبده بهذه الطريقة المآساوية ، حيث صرح لنا قائلا وهو يدرف الدموع :” بغيت حق ولدي مايضيعش ،وتاواحد ماداها فينا لا المقاول لا الجماعة لا سلطات، واش حق ولدي يضيع”.
وفي تصريح لاحدالغيورين بالمنطقة اكد للجريدة انه سبق لمستشاري المعارضة ان نبهوا إلى خطورة البرك والحفر الكبيرة التي أحدثها هذا المقاول بمناسبة تهيئة الطريق المؤدية إلى شلالات أزود ومند سنة 2016 ، إلا أنه وإلى حد تاريخه فإن الوضع لايزال على ماهو عليه وبدأت هذه البرك والحفر هذه الأيام في حصد أرواح شهداء لفحات الصيف والحرارة إضافة إلى ما تشكله من أضرار بالبيئة والأسماك وصعوبة تنقل المواطنين بين ضفتي النهر .
ومن جهة اخرى حمل عدد من المواطنين المسؤولية في هذه الوفاة إلى عدة جهات أولها المقاولة التي احدثت هذه البرك ورفضها لسنوات بعد انتهاء الأشغال إلى إرجاع الحالة إلى ما كانت عليه. وحملوا ايضا المسؤولية الى السلطة المحلية والجماعة لعدم منع السباحة في هذه البرك وإجبار المقاولة بإرجاع الحالة إلى ما كانت عليه أو بأن تتولى هي القيام بذلك ، الى جانب وزارة البيئة والتجهيز والنقل.
وتساءل بعض السكان عن كم يلزم من الوقت والأضرار وجنازات لشهداء الصيف لإزالة هذه البرك من الوادي التي تحولت في غياب بديل للأستجمام إلى مصائد لإزهاق أرواح شباب أيت أعتاب ضحايا السياسة التنموية العرجاء باقليم أزيلال.
هذا وكان طفل قد لقي حتفه قبل شهرين تقريبا في بركة مائية مماثلة تركها مقاول بفم الجمعة ، وبدل أن تتدخل السلطات الاقليمية بأزيلال لتصحيح الوضع ، بقيت في موقف المتفرج وهي تسمع سقوط شهداء البرك دون ان تحرك ساكنا.