قصبة تادلة: تاكسي نيوز
انطلق الموسم الدراسي بثانوية مولاي رشيد التأهيلية بقصبة تادلة على إيقاع مجموعة من المشاكل و الاكراهات المعيقة للسير العادي للمؤسسة التي يدرس بها حوالي 1600 تلميذ و تلميذة. و تعاني المؤسسة حسب مصادر مطلعة من خصاص في الأطر التربوية يهم مادتي اللغة العربية و الاعلاميات، و من غياب تام للملحقين التربويين بالحراسات العامة، حيث لم يتم تعويض المتقاعدين منهم، ما يربك و يعيق عمل الحراس العامين الثلاثة، الذين يواجهون ضغطا يوميا، إذ يسهر كل واحد منهم على مراقبة غياب أزيد من 500 تلميذ(ة) و إعداد و تحيين ملفاتهم و استقبال الآباء و الأمهات و الأولياء، و مراقبة الساحة على رأس كل ساعة و حل العديد من المشاكل الطارئة في صفوف التلاميذ و التلميذات. وأكدت مصادر إدارية أنه وفق القانون المنظم للحراسات العامة، فعن كل 300 تلميذ يلزم توفير حارس عام و ملحق تربوي (معيد)، ما يعني أن المؤسسة تحتاج إلى 6 ملحقين تربويين لضمان السيرالعادي للحراسات العامة و التغلب على مراقبة الغياب و الحد من عواقبه السلبية.
و تجدر الإشارة في هذا الصدد أن أجل الأقسام تعاني من الاكتظاظ جراء الطلب المرتفع على الدراسة بالمؤسسة التي شهدت توسيعا للعرض التربوي و تنوعا في الشعب ( العلوم التجريبية، الآداب و العلوم الانسانية، العلوم الرياضية، العلوم الاقتصادية و التدبير، مسلك الباكالوريا المهنية و المسالك الدولية خيار فرنسية). كما أن تلاميذ المسلك المهني لم يستأنفوا بعد الدراسة بمركز التكوين المهني، حيث غياب التنسيق بين الثانوية و مؤسسة التكوين المهني ما يؤثر سلبا على مسار تلاميذ هذا المسلك الذين يواجه أغلبهم جراء سوء التوجيه صعوبة في مسايرة الدراسة، خاصة و أن جل المواد الدراسية تتم باللغة الفرنسية.
و من الاكراهات التي تعاني منها ثانوية مولاي رشيد، قلة حراس الأمن. فرغم شساعة المؤسسة و تواجد القسم الداخلي بها، فهي لا تتوفر سوى على حارسي أمن واحد يشتغل طيلة النهار و الآخر ليلا و المحرومين من أجورهما منذ بداية شهر يونيو الماضي و يعملان طيلة أيام الأسبوع و شهور السنة أي أنهما لا يستفيدان من أيام العطل. و فضلا عن العدد الكبير للتلاميذ يعاني حارسي الأمن و معهم الأطر الإدارية و أساتذة التربية البدنية من دخول الغرباء جراء شساعة مساحة المؤسسة و تواجدها و سط أحياء آهلة بالسكان، ما يستدعي لحمايتها و ضمان سلامة المتعلمين بها إضافة حراس أمن آخرين.
أما مرافق القسم الداخلي الذي استقبل بداية هذا الموسم أزيد من 200 تلميذ، فوضعيتها جد مزرية و صادمة خاصة المراقد التي وفق مصادر الجريدة لم تعد صالحة لاستقبال الداخليين. فالأسرة مهترئة و جل النوافذ مكسرة، و الأبواب الرئيسية مشرعة بدون أقفال التي يتم تكسيرها، علاوة على رداءة المرافق الصحية، و ضعف الإنارة بمحيطها، و الحالة المهترئة و المتردية لقنوات الماء و لشبكة الكهرباء حيث الأعطاب دائمة، ما يخلف تبديد و ضياع الماء جراء الاعطاب و التسربات. بالإضافة إلى غياب قاعة خاصة بالداخليين لوضع لوازمهم الدراسية و استعمالها خلال المدة الفاصلة بين فترتي الصباح و الزوال للمراجعة و الاستراحة و الاحتماء من الشمس و من الأمطار و القر.
هذا وتضيف ذات المصادر، فالمراقد شهدت بعض “الاصلاحات” خلال مرحلة المخطط الاستعجالي سرعان ما تبخرت و اندثرت، ما يستدعي معالجة حقيقية لمشاكل القسم الداخلي بالمؤسسة. وفي هذا الصدد علمت الجريدة أن مجلس التدبير انعقد بحر الأسبوع الجاري و ناقش الوضع بالمؤسسة و الخصاص في الموارد البشرية و في التجهيزات و وضعية القسم الداخلي المتفاقمة، حيث تقرر طلب عقد لقاء مع المسؤولين اقليميا و جهويا بغية ايجاد حلول للاكراهات السالفة الذكر.
إلى ذلك شدد فاعلون تربويون في اتصال مع الجريدة على ضرورة بناء ثانوية تأهيلية جديدة بمدينة قصبة تادلة التي يبلغ تعداد سكانها حوالي 50 ألف نسمة و عرفت توسعا عمرانيا لافتا، لتخفيف الضغط على الثانويتين الوحيدتين، حيث لم تشهد المدينة تشييد أي ثانوية منذ سنة 1983 تاريخ انطلاق الدراسة بثانوية مولاي رشيد التأهيلية.