قصبة تادلة: م.ب
كان مآل اول تجربة استثمارية ضخمة و مهمة بقصبة تادلة بعد الاستقلال بعد ما يناهز عقدين من انطلاقها (1976/ 1997)، التوقف عن الانتاج و الافلاس و تسريح 500 عامل، تعرضت اسرهم للضياع، و تم اجهاض حلمهم و مستقبل ابنائهم الذي صار في خبر كان. يتعلق الأمر بمعمل الغزل إيكوز الذي انعش الدورة الاقتصادية بالمدينة انذاك، و الذي شكل افلاسه نكسة سوسيواقتصادية لازالت تشهد عليها بقايا اطلال عبارة عن اعمدة اسمنتية و اتربة و خراب، تشعر الزائر للمدينة كأن حربا مذمرة اجتاحت المكان. اسباب و حيثيات الافلاس و المأساة يعرفها سكان المدينة و كتبت في شأنها العديد من المقالات، و تم من اجلها خوض الكثير من النضالات و الاحتجاجات.
ما يهم الآن ان بقايا اطلال معمل ايكوز و رغم كونها تذكر بمأساة اجتماعية لازالت أثارها قائمة، غدت و منذ سنين مسيئة لهذه المدينة التاريخية، و لشارعها الرئيسي و لجاذبية الاستثمار بها بعدما تعرض المعمل للتخريب أمام انظار الجميع.
فضاء معمل ايكوز يتواجد بقلب المدينة بجوار مؤسسات تعليمية و بالقرب من احياء آهلة بالسكان، و المرور بالقرب منه ليلا مخيف، و مشهد اطلاله قبيح و مؤلم، حيث كل الأمل ان يتم التخلص مما تبقى من اطلاله و الضغط من اجل تحويل فضائه الشاسع الى مشاريع استثمارية تساهم في تحريك العجلة الاقتصادية و تنمية المدينة، و ليس الى مشاريع اسمنتية عقيمة ضاقت قصبة تادلة من انتشارها.