أبو العربي محمد
يسري اعتقاد كبير على أن مجموعة من المؤسسات العمومية التي تعرف حضورا يوميا للمواطنين لم يصلها بعد فحوى خطاب العاهل المغربي ، أو ربما وصلها لكن “قسوحية الرأس ديال أصحابها” جعلتها بعيدة عن تطلعات الساكنة وعن الإرادة الملكية .. ومن بين هذه المؤسسات بعض مراكز الدرك الملكي التي يصفها البعض بالجحيم اليومي بسبب المعاملات السيئة لبعض عناصرها وبسبب الإهمال الذي يطال المواطن وسياسة العجرفة والتخنزير و”سير واجي” وغيرها من الأساليب الذي تجعل المواطن أحيانا ينبطح لإغراءات لا قانونية، والغريب أن مختلف هذه الأساليب لا تحتاج إلى أدلة أو تحريات لكي نكتشفها بحيث يمكن فقط لأي زائر أن يزور هذه المراكز ليطلع على هول المعاناة وسير العمل ببعض هذه المؤسسات على خلاف مثيلاتها .
ومما زاد الطين بلة أن هذا الصورة التي ترسخت في ذاكرة المواطن ، كبرت في عيون الكثيرين بسبب ما يحلو للبعض أن يسميه “تخرميز” غالبا ما يمس حقيقية بعض المحاضر الذين أصحابها نالوا أحكام لا نقول غير قانونية وإنما خلفت ردود مشوشة بالمحيط، واستعصى على المواطن والفاعل الجمعوي والحقوقي في كثير من الأحيان النبش فيها ببعض هذه المراكز مادام طلب الحصول على المعلومة خط أحمر بالكثير منها وحتى لو كان أخضر فالأساليب السابقة تجعل من الباحث الإعلامي أو الحقوقي ( يندم على النهار لي فكر فيه أن يتابع هذا الملف أو ذاك..).
في هذا السياق نستحضر مركز الدرك الملكي بحد بوموسى اقليم الفقيه بن صالح في قضية تهم حجز شاحنة محملة بالزرع المدعم ، والتي كشفت للأسف أننا لازلنا لم نتخلص بعد من بعض السلوكيات التي تسيء للإدارة المغربية ومنها عدم التفاعل مع المنابر الإعلامية أو على الأقل البعض منها دونما سبب معقول.
سبب هذا القول ما عانيناه صبيحة اليوم الذي تم فيه حجز شاحنة الزرع، حيث أسفرت اتصالاتنا المتكررة برئيس مركز الدرك الملكي عن 0 إجابة بالرغم من أنها كانت معززة ب”ميساج” تم إرساله يوم الجمعة على الساعة 13.50 دقيقة ، وعلى الرغم أيضا من أنها كانت تهدف فقط إلى معرفة الجديد في قضية اعتقال السائق الذي كانت بحوزته حوالي عشرة طن من الزرع المدعم .
ليبقى السؤال ما موقع ما حصل من خطاب العاهل المغربي !!. وهل رئيس مركز الدرك الملكي بحد بوموسى لا يعتقد أن المواطن قبل الإعلامي يجب أن يعرف حقيقة هذا الملف لأنه بكل بساطة ملف اجتماعي له وقع كبير على الحياة المعيشية، ولأن عشرة طن من الزرع المدعم ليست كمية بسيطة و”خاص شعب الفئات الهشة يعرف فين كانت متوجهة ؟.. “.وهل السيد رئيس المركز لا يدرك أن الاتصال يدخل في إطار حق الحصول على المعلومة وحق المواطن في متابعة قضايا من هذا النوع؟