عن جريدة “رأي اليوم”
تعمل آلة الكونغرس والصحافة والاستخبارات الأمريكية ضد الرئيس دونالد ترامب لتقويض مساعيه لتبرئة الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان في جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي، فينما تمهد السلطات السعودية للاعتراف بارتكاب الجريمة بطريق الخطأ.
وأورد تلفزيون “سي إن إن” أمس الثلاثاء استعداد السعودية الاعتراف بارتكاب موظفين غير منضبطين من المخابرات عملية قتل خاشقجي خلال الاستنطاق وأنهم تصرفوا خارج إرادة الملك سلمان وابنه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. ولم يعد أمام السعودية من مفر أمام تقدم التحقيق الأمني في القنصلية السعودية في اسطنبول والحصول على قرائن الاتهام.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو أول من دافع عن هذه النظرية وحمل الجريمة لموظفين لتجنيب السعودية محاكمة أمام محكمة العدل الدولية وعقوبات قد تنهال عليها.
ويبدو أن أطراف في الإدارة الأمريكية والاعلام والطبقة السياسية ترفض تحول الرئيس ترامب الى “محام للشيطان”، وهو تعبير يطلق على من يقوم بالدفاع عن جريمة واضحة من ارتكبها أو قضية خاسرة مائة في المائة. وترفض هذه الأطراف تقديم الحقيقة المبثورة بل الحقيقة الكاملة للجريمة التي هزت العالم.
وتحاصر الصحافة الأمريكية وعلى رأسها “نيويورك تايمز ” و”الواشنطن بوست”، التي كان ينشر فيها خاشقجي مقالاته التي تطالب بالإصلاح في السعودية، تحاصر الرئيس ترامب وتضيق عليه الخناق لتقويض روايته بتنفيذ مارقين من موظفين سعوديين جريمة القتل. ونشرت الجريدتان عن مصادر استخباراتية تورط ولي العهد في الجريمة وإشرافه على عملية الاغتيال، ووصل الأمر بـ”نيويورك تايمز″ الى الكتابة بأن ولي العهد السعودي أصبح اسمه المنشار.
ويبدو أن الاستخبارات تحولت الى المصدر الرئيسي لمعارضة ترامب، فقد سربت أخبار كثيرة وحساسة حول قيام ولي العهد بالتخطيط للعملية وإعطاء أوامر تصفية الصحفي المزعج لها. ولا تريد الاستخبارات استمرار ترامب في تقديم رواية تتناقض والتحريات التي قامت بها، لأن تقديم الرئيس لنظرية أخرى معارضة لما توصلت إليه يعد تقليلا من عملها وخيانة للمجهودات التي يقوم بها عملاءها وسيجعلها موضوع سخرية أمام العالم.
وتجد الاستخبارات والصحافة في أعضاء في الكونغرس الأمريكي خير داعم، فقد شن السناتور الديمقراطي كريس مورفي جام غضبه على ترامب متهما إياه بتولي دور العلاقات العامة للسعودية في الولايات المتحدة.
وقال السيناتور ليسلي غراهام أن ولي العهد هو الذي يقف وراء التخطيط لجريمة القتل وأن لا شيء يتحرك في السعودية دون إذنه. وكان السيناتور بيرني ساندرز قاسيا في كلامه تجاه دور السعودية في مقتل خاشقجي، حسب ما نقلت وسائل الإعلام الأمريكية.