أزيلال /حميد رزقي
في لقاء دراسي وإعلامي، نظمته تعاونية “اكرض توزرو” بتنسيق مع تعاونية جبال الخير للخدمات الفلاحية، يوم الجمعة 26 اكتوبر الجاري *حول اهمية زراعة الزعفران*، دعا مشاركون ” الى ضرورة الاهتمام بزراعة هذه النبتة، والعمل على توسيع مساحتها، وذلك بالنظر الى أهميتها الاقتصادية في تحسين مردودية الأسر .
وركز المشاركون على أهمية زراعة الزعفران ودورها في انعاش اقتصاد عدد من الفئات الهشة بالإقليم، ودعوا الى تكثيف الجهود لتوسيع المساحات المزروعة منها ، في ظل توفر المؤهلات الطبيعية والمناخية المساعدة ،وبالنظر الى الدعم الملحوظ لسلطات الاقليمية بأزيلال التي أصرت على اتفاقية شراكة بين مجلس جهة بني ملال والمجلس الاقليمي لأزيلال تروم تنزيل برنامج يشمل 13 جماعة ترابية معنية بزراعة الزعفران، انطلاقا من 2019 ، بتنسيق مع مصالح العمالة والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية والجماعات المستهدفة .
وشدد المتدخلون -خلال هذا اللقاء الذي حضره قرابة 40 مشارك من دواوير مختلفة بالجماعة الترابية تبانت- على الظروف المناخية التي تتلاءم وهذا النوع من الزراعة بمنطقة تبانت ” بايت بوكماز” وذكّر رشيد حافظ – رئيس تعاونية “اكرض نوزرو” – باهتمام جماعة تبانت بزراعة الزعفران منذ 2001 ، وقال أن هذا النوع من الزراعة يحتاج بالدرجة الأولى إلى قدر كبير من الاهتمام عبر مختلف مراحل النمو ، مشيرا الى أن توسيع المساحة يتوقف على اهتمام الفلاحين وعلى مدى حصولهم على الدعم.
و أكدت رقية خنافور -عضوة مجلس جهة بني ملال خنيفرة -على استعداد مجلس جهة بني ملال خنيفرة لمرافقة الفلاحين وتقديم يد المساعدة لخوض تجربة زراعة الزعفران بالمنطقة ، وعلى ارادته في دعم جميع التعاونيات المهتمة بالقطاع وفي تيسير قنوات التسويق بهدف تحسين الدخل الفردي لساكنة الجبل تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية .
وأشادا رئيس المجلس الجماعي والنائب البرلماني خالد تيكوكين بهذه السلسلة الانتاجية ، ووصفا قنوات التأطير و التكوين بمفاتيح النجاح لهذه التجربة التي تعتبر قديمة/ حديثة بجماعة تبانت بحكم ان عددا من الفلاحين سبق لهم وأن تعاطوا لهذه الزراعة دون ان يكملوا المشوار، لكن الآن وبعد انخراط عامل الاقليم الى جانب مجلس الجهة والمجلس الاقليمي والجماعات المستهدفة ( 13 ) جماعة قروية، سوف يتم احياء التجربة بسبب هذه الحوافز الضامنة بلا شك لنجاح هذا البرنامج.
وشكل اللقاء فرصة لتسليط الضوء على تجربة دولية رصدتها شهادة ”لوريت أوتوكار” -فرنسية تنحدر من منطقة دوبان نواحي مارسيليا – التي اكدت ان زراعة الزعفران جد مربحة وغير مكلفة، وتدر مداخيل مهمة بالعملة الصعبة ،واستدلت على ذلك بتجربة سيدة فرنسية كانت فقيرة، لكن بعد مزاولتها لزراعة الزعفران بإمكانيات بسيطة وبمساحة قليلة ،أضحت من اغنياء المنطقة بمشروع متكامل يضم كل المنتوجات التحويلية للزعفران.
ونوه اللقاء بالمجهودات التي ما فتئ يقوم بها عامل اقليم ازيلال من اجل النهوض بهذه الزراعة التي يتوخى منها ان تكون قاطرة للتنمية بعدد من جماعات الاقليم خصوصا بعد توقيع اتفاقية زراعة الزعفران من طرف عدد من المتدخلين بُغية دعم ومواكبة هذه السلسلة من مرحلة الانتاج الى التثمين والتسويق ، معتبرا تظافر الجهود سبيلا لإنجاح هذه المبادرة الاجتماعية الاقتصادية التي يراد منها ان تكون نموذجا يحتذى به على الصعيد الجهوي والوطني .
وأوصى المشاركون خلال هذا اللقاء الذي حضره رئيس جماعة تبانت ، ممثلات عن مجلس جهة بني ملال خنيفرة ،ممثل المديرية الاقليمية للفلاحة ، ممثل مصلحة السلامة الصحية ، ممثل الاستشارة الفلاحية ، مدير مكتب تنمية التعاون ، ممثلي بعض التعاونيات الاقليمية التي تشتغل على سلسلة الزعفران ،وسهر على تسييره عبد الحق عضو تعاونية جبال الخير للخدمات الفلاحية، أوصى بضرورة الحرص على تشجيع زراعة الزعفران بالمنطقة والعمل على التأطير والتكوين والمواكبة لإنتاجه بجودة عالي ،وبضرورة توفير حاجيات ولوازم الانتاج وتكثيف اللقاءات التشاركية مع المنتجين للاستفادة من الخبرات والتجارب المحلية ، وشدد على اهمية الترافع لتمكين الفلاحين من الاحتلال المؤقت للملك الغابوي لتوفير مساحات اضافية للزراعة.