تاكسي نيوز / جمال.مايس – أحمد الخلوفي
قالت الجمعية الوطنية لأسر شهداء ومفقودي وأسرى الصحراء المغربية في بلاغ لها ان الشعب المغربي قاطبة بحدث المسيرة الخضراء يوم سادس نونبر من كل سنة، لما له من دلالات عميقة تتجسد في تضحيات الشعب المغربي،الذي لبى نداء العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني،من أجل استرجاع الأقاليم الجنوبية للمملكة من المعمر الاسباني.فكانت عبقرية الملك الراحل حاسمة في استرجاع الصحراء المغربية دون حرب وبطريقة سلمية، أبهرت العالم كله وباعترافات قادته آنذاك.لكن هناك جانب مهم من هذه المرحلة ،يقول بلاغ الجمعية :”لايعلمها الكثير من الشعب المغربي، أو أريد لها أن تغيب من ذاكرته لأسباب نجهلها لحدود الساعة، فما الغاية من بتر جزء مهم من التاريخ المرتبطة بملحمة المسيرة الخضراء؟ومن له مصلحة في ذلك؟كل المغاربة يعرفون أن المسيرة الخضراء هي التي كانت حاسمة في استرجاع الأقاليم الجنوبية للمملكة، لكن الحقيقة هي انه بعد هذا الحدث بقليل اندلعت حرب طاحنة بين القوات المسلحة الملكية وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر وحلفائها آنذاك، استمرت إلى سنة 1991 اتفاقية وقف إطلاق النار.والكل يعلم حيثيات هذا الصراع المفتعل حول الصحراء المغربية،لكن ما لا يعلمه الجميع ولم يسوق بشكل جيد لا من طرف الدولة المغربية أو باقي مكوناتها السياسية والمدنية، هي تلك الفاتورة الباهظة التي خلفتها هذه الحرب على المستوى الإنساني،فهي التي تؤكد عمليا ذلك الإجماع الحقيقي حول القضية الوطنية. فهذه الحرب المرتبطة بهذه الذكرى قد خلفت حوالي 30000 ألف شهيد و2400 أسير عسكري ومدني وحوالي 700 مفقود مدني وعسكري.إذن استرجاع هذه الأقاليم مرتبط بهذه المعادلة التي غيبت عن قصد من ذاكرة الشعب المغربي،والدليل على ذلك هو تواجد هذه الجمعية التي تحملت مسؤولية التعريف بهذه الشريحة ومعاناتها والدفاع عنها منذ 1999″.
واضافت الجمعية الوطنية لأسر شهداء ومفقودي وأسرى الصحراء المغربية، انها :”وهي تحتفل بمعية الشعب المغربي بذكرى المسيرة الخضراء تستحضر أرواح هؤلاء الشهداء الأبطال الذين لبوا النداء الحقيقي من أجل الوطن بكل تجرد من الذات،فإننا نسائل اليوم كل المسؤولين المباشرين والحكومة و أصحاب القرار وكل الفاعلين،عن جدوى وغاية إقصاء الملف الحقوقي لأسر الشهداء والمفقودين من التسوية النهائية، كباقي الملفات الشائكة الأخرى ذات الطابع الحقوقي أيضا، والذي عولجت بكل جرأة فلماذا سيبقى هذا الملف يراوح مكانه ولمدة 43 سنة؟ ويستغل من طرف أعداء الوحدة الترابية لارتباطه الوطيد بملف القضية الوطنية من الجانب السياسي.سنظل ننتظر جوابكم وردودكم عن مغزى وخلفيات هذا الإقصاء.وبهذه المناسبة أيضا نحيي عاليا أفرد القوات المسلحة الملكية عن دورهم الرائد والبطولي في أمن حدود البلاد، فتحية تقدير واحترام لكم جميعا وأينما وجدتم”.
واكدت الجمعية الوطنية لأسر شهداء ومفقودي و اسري الصحراء المغربية، انها مقبلة على محطة نضالية مهمة تتمثل في وقفة احتجاجية يوم ذكرى المسيرة الخضراء،أمام أركان الحرب العامة بالرباط،وتخليد اليوم الوطني للشهيد و المفقود يوم 08 نونبر 2018 بالرباط.وتذكر بمطالبها المشروعة المتمثلة في تعويض أسر الشهداء والمفقودين ماديا ومعنويا،وإحداث مندوبية سامية مدنية تعنى بهذه الشريحة تحت الرئاسة الفعلية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس،تمكين جميع اسر الشهداء من حقوقهم كاملة على مستوى السكن والتشغيل والتطبيب وحل كل الإشكالات التي تتخبط فيها هذه الأسر،على مدى عقود وهذه المسؤولية تتحملها مؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية لقدماء العسكريين وقدماء المحاربين والمؤسسات الأخرى ذات الصلة.وتخليد اليوم الوطني للشهيد والمفقود بشكل رسمي،ويكون يوم عطلة مؤدى عنه تحت الرئاسة الفعلية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس والقائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية.