بني ملال: م. البصيري
شدد عبد السلام بيكرات والي الجهة و عامل إقليم بني ملال خلال ترأسه صباح أمس بمقر الجهة لأشغال لجنة اليقظة و التتبع استعدادا لموسم البرد و الأمطار و الثلوج، (شدد) على ضرورة الإهتمام بالعنصر البشري و وضعه على رأس الأولويات و الوقوف بجانب المواطن من أجل التخفيف من المعاناة المترتبة عن الثلوج و الأمطار، و دعى إلى التعبئة و تسخير كل الإمكانات لفك العزلة عن الدواوير خلال موسم الثلوج.
وأوضح والي الجهة خلال ذات اللقاء الذي حضره رئيس مجلس جهة بني ملال خنيفرة بني ملال خنيفرة و رؤساء القيادات الجهوية للدرك الملكي و القوات المساعدة و الوقاية المدنية و والي الأمن و رؤساء المصالح الخارجية و رؤساء الجماعات الترابية بإقليم بني ملال و ممثلي وسائل الإعلام، أنه لا وجود لحدود بين الجماعات الترابية و القطاعات الوزارية و مقاولات القطاع الخاص المشتغلة بالمناطق المتضررة من حصار الثلوج و الفياضانات و التي يتابع جلالة الملك عن كتب أوضاعها و مستجداتها، و أنه لا مجال للتهرب من المسؤولية و التمسك بالمساطير التي تعتبر آلية و ليست هدفا في حد ذاته. و دعا الوالي بيكرات إلى العمل المتواصل و التحلي بالحس الاستباقي و التواصل الحكيم و وضع الآليات و كل ما يلزم بالقرب من المناطق التي تحتاج الى التدخل العاجل و الناجع، و تجنب المزايدات، حيث قال ” عندما تكون مزايدات حول ظواهر طبيعية، فهناك خلل. لأن الأمر ليس مجالا لذلك بل مجالا للتضامن و التعاون”. فالتغيرات المناخية و آثارها يضيف والي الجهة دائمة و الفياضانات و الكوارث الطبيعية تشهدها مختلف دول المعمور، حيث ينبغي التأقلم معها، و تسخير كل الإمكانيات المتاحة لخدمة المواطنين وحمايتهم.
بعد ذلك تم تقديم البرنامج الاقليمي لمحاربة أثار البرد و فك العزلة عن الدواوير المعنية البالغ عدد سكانها 31681 فرد (حوالي 6000 أسرة)، الذي تم إعداده إثر سلسلة من الاجتماعات و مراسلة مختلف المصالح المعنية (المجلس الجهوي و الإقليمي، الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين، التجهيز، الصحة، المياه و الغابات،…)، حيث تم إحصاء النساء الحوامل (241) و رصد أماكن تواجدهن، وإحصاء الأشخاص الذين لا يتوفرون على مآوى بتراب الإقليم (51 شخص)، و كدا إحصاء الآليات لدى الجماعات و مختلف المصالح المتدخلة، و جرد سيارات الإسعاف.
من جهته، عبر ابراهيم مجاهد رئيس مجلس جهة بني ملال خنيفرة عن سروره بأمطار الخير التي أنعشت حقينة السدود، مشيرا إلى أن المجلس الجهوي شريك أساسي في برنامج اليقظة، ويضع رهن إشارة الأقاليم الثلاثة المتضررة من الثلوج و البرد (أزيلال، بني ملال و خنيفرة) كل الآليات المتوفرة، مضيفا أنه تم خلال هذه السنة مضاعفة الإعانات من الحصص الغذائية. وعبر مجاهد عن جاهزية المجلس الجهوي الدائمة بتنسيق مع الولاية، داعيا الجميع إلى اعتماد منهج القرب من المواطنين.
من جانبه، أشار محمد حلحال رئيس المجلس الإقليمي لبني ملال في كلمته بالمناسبة، إلى أن المجلس الإقليمي و بتنسيق مع المجلس الجهوي جاهز لتوفير الوقود للآليات، وأنه حدد النقط التي تتضرر من الثلوج و الفياضانات و أن التنسيق جار مع رؤساء الجماعات وأن المجلس تدخل بمنطقة القراقب بجماعة سيدي جابر التي تضررت من الأمطار الرعدية الأخيرة.
و في نفس السياق تحدث القائد الجهوي للوقاية المدنية عن جاهزية مصالحه من أجل التدخل الناجع و تسخير كل الوسائل لحماية المواطن. نفس الأمر بالنسبة مدير وكالة الحوض المائي أم الربيع الذي قدم بالأرقام الحالة الهيدرولوجية (معدل التساقطات و نسبة ملىء السدود)، مبرزا تدخلات الوكالة خلال الفياضانات و تنقية الأودية و إزاحة الأوحال. و قدم المدير الإقليمي لوزارة الصحة، برنامج مصالح مديريته في ما يخص تعزيز الوحدات الصحية، و برامج الفرق المتنقلة و القوافل الطبية و برنامج الحالات المستعجلة و برنامج التتبع. و استعرض المدير لإقليمي للتجهيز معطيات حول الشبكة الطرقية المغطاة بالثلوج (412 بإقليم بني ملال)، و معطيات حول حصيلة تدخل المديرية، كما استعرض الاستعدادات الاستباقية (الوسائل البشرية و اللوجيستيكية، 25 فرد و 6 آليات) و برنامج التدخل المسطر. من جانبه تحدث ممثل الاكاديمية الجهوية للتربية و التكوين و المدير الإقليم لوزارة التربية الوطنية، عن البرنامج المسطر و الاجراءات الاستباقية لتزويد المؤسسات التعليمية بحطب التدفئة و توفير ما يلزم من أغذية و أفرشة بالداخليات و استدراك الزمن المدرسي و تعويض الحصص الدراسية الضائعة و استنفار خلايا اليقظة بالمؤسسات التعليمية. كما تمت الإشارة إلى حملة جمع الملابس الشتوية في إطار عملية “دفىء” التي دأبت الأكاديمية على تنظيمها سنويا بالمناطق الجبلية.
المدير الجهوي للمياه و الغابات قدم بدوره معطيات بالأرقام حول عمليات إعداد و توفير حطب التدفئة، و برنامج حطب- طاقة من أجل الحفاظ على الموارد الغابوية من خلال استعمال الأفرنة المحسنة ، و برنامج المسالك الغابوية.
من جانبه قدم مندوب التعاون الوطني معطيات حول العمليات التي قامت بها المنسقية الجهوية في ما يخص تخصيص أغطية و أفرشة لضحايا البرد و مواكبة إيواء المشردين و الأشخاص بدون مأوى، متحدثا عن تجربتي بني ملال و قصبة تادلة في هذا المجال، متمنيا إحداث مركز للإسعاف الاجتماعي.
هذا و بعد ذلك، أعطيت الكلمة لرؤساء الجماعات الترابية الذي تحدثوا عن العديد من القضايا و المشاكل التي تعاني منها جماعاتهم خاصة ما يتعلق بالفيضانات وشق الطرق و المسالك و إنجاز القناطر لفك العزلة وتنقية الأودية.
و في كلمته الختامية، تحدث والي الجهة عن أهمية التدخل الناجع و الفعال و التتبع الدائم، و أهمية توثيق العمل و تقييمه، داعيا مسؤولي المصالح الخارجية و المنتخبين إلى بناء جسور التواصل مع ممثلي سائل الإعلام، و مدهم بالمعلومة في حينها، للمساهمة في بناء الثقة لدى المواطنين و خدمة الوطن. كما نوه بعمل الجميع و عبر عن اعتزازه للاشتغال مع فريق العمل من مؤسسات أمنية و منتخبة و سلطة و وسائل الإعلام.