اولاد سعيد الواد: محمود. أبوسلمى
لا حديث في صفوف المهتمين بالشأن المحلي بالجماعة الترابية اولاد سعيد الواد التابعة لدائرة قصبة تادلة إقليم بني ملال أخيرا، سوى عن الخلافات بين المنتخبين بالجماعة. لن ندخل في حيثيات الصراعات بين مكونات المجلس التي سنعود إليها بتفصيل، بقدر ما يهمنا ما تعاني منه الجماعة التي تعتبر من أقدم الجماعات القروية بالمنطقة من خصاص في التجهيزات الاساسية و من مشاكل بيئية و غياب مرافق و خدمات.
الزائر لهذه الجماعة العريقة يصطدم في البداية بالحالة المتردية للمقطع الطرقي الرابط بين المركز و الطريق الرابطة بين قصبة تادلة و الفقيه بنصالح و المؤدي الى الطريق السيار، و الذي تآكل و تشوه إسفلته ما يخلق متاعب لمستعمليه بالإضافة الى إسفلت قنطرة نهر ام الربيع الضيقة الذي اجتاحته بدوره تشوهات و صار في وضع متردي.
قد يستبشر زائر مركز اولاد اسعيد الواد بتهيئة الشارع الرئيسي، بأرصفته و أعمدته الكهربائية الجميلة، لكن المفاجأة أن مصابيح هذه الأعمدة وفق تصريحات مواطنين لازالت لم تشتغل لتنير الشارع رغم مرور أزيد من سنة على إنجازها، خاصة أن هذا الشارع هو الوحيد بالمركز و متنفس الساكنة فضلا على انه يجاور مؤسسات تعليمية ما أحوج تلامذتها الى الإنارة خاصة خلال فصل الشتاء حيث انتشار الظلام الدامس عند مغادرتهم لمؤسساتهم. كما أن الشارع يفتقد للأشجار لإضفاء رونق جميل لجنباته و توفير الظل لعابريه خلال أيام الحر الشديد. و يفتقر المركز لشبكة الصرف الصحي رغم التوسع العمراني، كما أن جل أزقته غير مبلطة و تخترقها المياه المنزلية المستعملة، ما يهدد صحة و سلامة الأطفال فضلا عن مشكل الاوحال خلال التساقطات المطرية.
السوق الأسبوعي و رغم قدمه و أهميته بالنسبة لمداخيل الجماعة لم يشهد أي تطور ملموس في تنشيط الدورة الاقتصادية بالجماعة و بقي مقتصرا على اقتناء الخضر و اللحوم التي يعاني فضاء بيعها من قلة العناية و النظافة. أما النفايات الصلبة فيتم التخلص منها في مشهد مسيىء للبيئة، برميها بمحيط نهر أم الربيع الذي يعتبر متنفس الأطفال و الشبان الوحيد خلال فصل الصيف في ظل غياب مسبح و دار الشباب و ملاعب للقرب. و يفتقر مركز اولاد اسعيد أيضا لمركز البريد حيث حرمان فئات المتقاعدين و الأرامل لخدماته الذين يظطرون الى التوجه الى قصبة تادلة او بني ملال لاستخلاص حوالاتهم رغم هزالتها، كما يعاني التلاميذ و أبائهم من غيابه لصعوبة و تأخر التوصل بالمراسلات الخاصة بهم. المهرجان السنوي بقي بدوره حبيس أنشطة التبوريدة و لم يشهد أي تطور للتعريف بالمنطقة و بمنتجاتها الفلاحية و بموروثها الثقافي لجلب المستثمرين خاصة أن جالية مهمة من المنطقة توجد بالمهجر و في حاجة لمن يحفزها و يشجعها على الاستثمار بالمنطقة و العمل تبسيط المساطير الإدارية و التواصل مع أفرادها خلال عودتهم في فصل الصيف.
مشاكل عديدة تعاني منها هذه الجماعة العريقة ذات الموقع المتميز و ذات المؤهلات الفلاحية و الايكولوجية، و التي هي في أمس الحاجة الى تعاون أبنائها و تظافر كل الجهوذ. فعجلة التنمية تبدو متوقفة في ظل خلافات ممثلي السكان بالجماعة، و يبقى السؤال ما موقف الجهات المسؤولة و الوصية تجاه ما يحصل داخل مقر الجماعة؟؟؟.