قصبة تادلة: م.البصيري
مبادرة جميلة وذات أبعاد تنموية مستدامة تستحق التشجيع و التنويه قام بها سكان حي ‘ المستيون’ بالمدينة العتيقة لقصبة تادلة و التي لقيت تجاوبا لافتا في صفوف الفعاليات الجمعوية و سكان المدينة. يتعلق الأمر بأوراش تطوعية بمبادرة من سكان الحي وفعاليات جمعوية بغية رد الاعتبار و تأهيل فضاء ايكولوجي بامتياز مجاور لسد ‘ المستيون’ و القصبة الاسماعلية التاريخية، و الذي يعتبر من أجمل المواقع بضفاف نهر أم الربيع المخترق لمدينة قصبة تادلة و الذي طاله النسيان و الاهمال لعقود رغم ما يزخر به من مؤهلات طبيعية و سياحية ومحاداته للمدينة العتيقة.
سكان الحي و بدعم من فعاليات جمعوية و الجماعة الترابية و عدد من المتطوعين الغيورين، قاموا منذ أسابيع بتنظيف الفضاء و تسوية أرضيته و إبراز مؤهلاته وكل أملهم أن يتم تشجيره و تأهيله قصد تحويله الى منتزه للاستجمام و ممارسة الأنشطة الترفيهية و الرياضية بالقرب من النهر و القصبة الاسماعيلية و المدينة التاريخية القديمة، و جعله نقطة جذب سياحية بالمدينة، حيث مياه النهر و إمكانية خلق أنشطة رياضية مائية و ممارسة هواية صيد الأسماك و إنشاء ملاعب للقرب، و خلق أنشطة مذرة للدخل خاصة و أن نهر أم الربيع يعتبر المتنفس الوحيد للساكنة خلال فصل الصيف الذي تشهد فيه المدينة حرارة شديدة.
في هذا السياق عقد ممثلو سكان الحي عصر اليوم الأحد لقاء حضرته فعاليات جمعوية تم خلاله التعريف بالأشواط التي قطعتها هذه المبادرة التطوعية و الانصات الى تدخلات و مقترحات المتدخلين الذين أشادوا بأهميتها و بأهدافها النبيلة، داعيين الى ضرورة مواصلة الجهود لإنجاح هذا الحلم الذي يهم كل سكان المدينة، و الذي صادف الإعلان عن مشروع تأهيل ضفاف نهر أم الربيع من قبل مجلس جهة بني ملال خنيفرة و الشركاء، و هو المشروع المهيكل الذي طال انتظاره و الذي برأي كل المتتبعين إن تحقق سيحول قصبة تادلة الى قطب سياحي هام بالجهة و سيفتح آفاقا واعدة لتنميتها و رفع و ضع الركود السوسيو اقتصادي الذي تعاني منه منذ سنين. لتكن الانطلاقة من فضاء سدي بوكيل الايكولوجي و التاريخي لرد الاعتبار إلى نهر أم الربيع ذاكرة هذه المدينة التاريخية و الذي بات يحتضر بفعل عوامل بشرية و طبيعية و من أجل خلق فضاء للاستجمام تتوفر كل مقوماته.