نفاجأ في كل مرة ببعض “الكتبة” الذين ما زالوا يبحثون عن موقع لهم في المشهد الإعلامي بجهة بني ملال وبكل الأساليب، بكتابة ما يشبه ” مقالات” تمجد سياسة مسؤول ما وينوبون عنه في حمل رسائل لا يفهمون معناها ومقاصدها لأنهم قدموا من بعيد، ومن مجالات غير محترف الكتابة التي لا يكتوي بنارها إلا الملتاعون بحرقة القلم، وكل من عب من إوار الكتب التي تزخر بعوالم لا يفهمون في منعرجاتها وأوجاعها شيئا.
لا يخجل هؤلاء الكتبة في التجرد مما تبقى لهم من آدميتهم، ليتطوعوا لتنفيذ مهمة قذرة دون إدراك منزلقات ما أقدموا عليه، بعد أن نالوا من فتات موائد محظوظين حملهم زورق المال لتحمل مسؤليات هي أكبر من مطامحهم، وينشروا غسيلا مفضوحا مرددين على مسامعنا أسطوانات مشروخة تتغنى بمبادئ الشفافية والنزاهة التي هي براءة منهم ….كيف لا وهم يعلمون أنهم يأتمرون بإشارات من أصبح يا للصدفة ذا شأن تترنح الأرض من تحت أقدامه:
نامت نواطير مصر عن ثعالبها وقد بشمن وما تفنى العناقيد
قليلا من الخجل، نهمسها في أذن من يردد أشياء لا يفهم معناها ومقاصدها، بعد أن انبرى لكتابة ما أملي عليهم باعتباره ردا مبطنا على مجموعة ممن شعروا أنهم لم ينصفوا بعد إقصائهم من الاستفادة من الدعم المالي العمومي إسوة بجمعيات لم تقدم شيئا يذكر، وكانوا يعتقدون أنهم أولى بالدعم بعد أن نظموا العشرات من الأنشطة الإشعاعية والثقافية والخيرية وكانوا يعتبرون ما أنجز قيمة مضافة لمدينة ما زالت بحاجة إلى رجة قوية تعيد لها رشدها، لتنتفض وتطرد عنها أشباحا آدمية لا لون لها، بل يستعصي على المرء تصنيفها لافتقادها هوية تحيل على معدنها الحقيقي.