جمال مايس
كشف محمد يتيم، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، لموقع “البيجيدي” بعضا من كواليس اللقاءات التي دشنها عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة المكلف، مع قادة بعض الأحزاب السياسية، وتفاصيل مسار المشاورات الحزبية لتشكيل الحكومة، معلنا مجموعة من الوقائع والمعطيات التي واكبت المحطة التشاورية الأسابيع الماضية.
وأوضح يتيم أن بنكيران، وبعد التشاور مع قيادة حزبه، كان قد قرر البدء بالتشاور مع الأغلبية السابقة باعتبار الأمر منطقيا وطبيعيا، “حيث ليس من اللائق منطقيا ولا سياسيا العدول عن الأغلبية السابقة إلى جهة أخرى أو توسيعها أو إقصاء مكون من مكوناتها ما دامت حريصة على مواصلة العمل المشترك” .
وأبرز يتيم أنه في الوقت الذي قرر فيه حزب الأحرار عقد مؤتمره الاستثنائي في موعد متأخر من شهر أكتوبر، فقد استقبل بنكيران الأمين العام لحزب الحركة الشعبية امحند لعنصر، ثم بعدها نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية “الذي عبر عن موقف حزبه في اتجاه العمل في الحكومة الجديدة”، في وقت ربط فيه لعنصر مشاركة حزبه بالرجوع إلى مجلسه الوطني الذي فوض أمينه العام تدبير المفاوضات مع رئيس الحكومة، قبل أن يرهن مشاركته بعد ذلك بمشاركة أحزاب الوفاق، في إشارة إلى التكتل الذي كان يجمع حزب الحركة الشعبية وحزب الأحرار وحزب الاتحاد الدستوري في مواجهة أحزاب الكتلة.
وأوضح يتيم أن رئيس الحكومة المعين واصل بعد ذلك التشاور مع زعماء باقي الأحزاب السياسية باستقباله حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال، “الذي أعلن بوضوح قبول حزبه الدخول للحكومة بدون شروط مسبقة”، كما تم استقبال وفد الاتحاد الاشتراكي بعدها، حيث صرح الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي باستعداد حزبه لتسهيل مأمورية رئيس الحكومة، داعيا في نفس الوقت رئيس الحكومة المعين إلى “تشكيل الأغلبية بدون انتظار الأحرار”، غير أن ابن كيران رفض مفضلا انتظارهم، قبل أن يخرج لشكر بمواقف ملتبسة بعدها.
وكشف يتيم في مقال خص به ” البيجيدي . ما ” ، أن ما طبع انطلاق المشاورة مع عزيز أخنوش، الأمين العام الجديد لحزب الأحرار، هو منطق الاشتراطات المسبقة الذي لا ينسجم مع منهجية تشكيل الأغلبيات الحكومية.