قصبة تادلة: م. البصيري
عاينت الجريدة عصر اليوم الخميس انبعاث أدخنة كثيفة و ملوثة من موقع مطرح النفايات الصلبة لقصبة تادلة و الجماعات المجارة المتواجد بتراب جماعة سمكت القروية و بمحاذاة الطريق الوطنية رقم 8 الرابطة بين مراكش و فاس. الأدخنة الخانقة المنبعثة من هذا المطرح العشوائي و كما سبق للجريدة أن أشارت في مقالات عديدة تشكل تهديدا حقيقيا لصحة سكان أحياء بمدينة قصبة تادلة و الدواوير المجاورة خاصة في فصل الصيف، فضلا عن الروائح الكريهة و الحشرات المضرة و مخاطر عصارة النفايات ‘ Le lixiviat’ على الفرشة المائية و على مياه نهر أم الربيع المجاور كما تم التأكيد على ذلك من قبل مختصين و باحثين في الجال في لقاءات علمية.
و في هذا السياق يتسائل فاعلون مهتمون بقضايا البيئة و التنمية المستدامة بقصبة تادلة حول الوعود التي تم الإعلان عنها و نشرتها الجريدة في حينها بخصوص ايجاد موقع بديل لهذا المطرح الذي يتوسط أراضي فلاحية خصبة و يتواجد بمحاذاة طريق وطنية هامة تربط بين قطبين سياحيين ( مراكش و فاس)، خاصة بعدما تم الحديث عن قرار تحويله الى مطرح للتحويل Depotoir de transfert صوب المطرح الإقليمي ببني ملال الذي قيل انه سيتم إنشاؤه بمعايير تقنية و علمية و بيئية حديثة، كما يتسائل ذات الفاعلين حول الاجراءات المتخذة من قبل جمعية مجموعة جماعات قصبة تادلة و الدير للبيئة و التنمية التي تم احداثها من أجل ايجاد حل لمعضلة مطرح النفايات الصلبة و تداعياته البيئية الخطيرة، خاصة و أن الجماعات المجاورة المعنية تساهم في مالية هذه الجمعية و من ضمنها الجماعة الترابية لقصبة تادلة التي تساهم بأكبر قسط مقارنة بالجماعات المنضوية في هذه المجموعة.
وللإشارة وكما سبق التأكيد على ذلك في كتابات و ربورطاجات سابقة، فالتنمية المستدامة لجماعة قصبة تادلة تقتضي من المسؤولين محليا و إقليميا و جهويا الاسراع في ايجاد حلول فعلية للمشاكل البيئية العويصة التي تقض مضجع الساكنة و تهدد سلامة الوسط البيئي، و يتعلق الأمر بترحيل موقع مطرح النفايات من شرق المدينة و وضع حد لآثاره الصحية و البيئية و التعجيل بانقاذ نهر أم الربيع من آثار و مخلفات المياه العادمة الملوثة و العمل على تهيئة ضفافه في إطار مشروع تنموي مستدام، إنها آمال و طموحات سكان مدينة قصبة تادلة منذ عقود.
نتمنى من الجهات المعنية التحرك قبل فوات الآوان.