لشوارع مدينتي الشهيدة همهمة و همس .. لا يسمعهما إلا من عشقها و أحس بنبضها المتسارع من كثرة ما تحمل شوارعها و أزقتها من حكايات و أحلام و أفراح و آلام .. يحمل كل شارع جزءً من القصة تتبعُها حين تتتبع خطوات صاحبها المتنقلة من شارع إلى شارع و من حي إلى حي هنا الكدية مارا بدالاس مرورا بالقريعة ولابيطا الى المقاومة والحسنية وساحة الشهداء …….. تمنيت يوما أن أفهم تلك الهمهمات و ذلك الهمس .
أتجول بين شوارعها .. تئن البيوت تحت السنين المتراكمة . تكسرت الشوارع و ضاقت الأرصفة بين العشوائية ….. و لازال الهواء يحمل سحرا لا يقاوم رغم الاهمال الذي طال مدينتي عبر السنين .
وادي زم هو المجد هو الحياة تتجدد بنا الدماء عندما يهمس لنا بكلمات من وحي الروح فتدب بنا نسماته وتجتاحنا نبضاته
لترتجف منا كل خلجة ويناادي بأعلى صوت …. أنقذوا شوارعكم ….. أنقذوا مدينتكم …
سأترك المدينة و البلدة كلها إلى بلد غريب و مدينة غريبة و أناس لا أعرف عنهم أي شيء لعلني أستعيد نفسي التي فقدت، وقتها ربما أعود إلى مدينتي و أحلامي و أناس عرفتهم ذات يوم.