بني ملال : محمد رفيق
في إطار الاحتفاء بشهر التراث جدد محمد العطفاوي عامل إقليم أزيلال التزامه بإعطاء دفعة قوية لتثمين التراث المعماري، باعتباره أحد الركائز الأساسية لخلق التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالإقليم. وذلك باجتماعه يوم 18 أبريل الجاري، بمديرة مركز معابر للدراسات في التاريخ والتراث والثقافة والتنمية بجهة بني ملال خنيفرة، في إطار تثمين التراث المعماري بإقليم أزيلال، من أجل إعطاء المخازن الجماعية (إغرمان)، التي يزخر بها الإقليم ما تستحقه من والاهتمام، وذلك بغية استثمارها في التسويق السياحي والرفع من وقع السياحة الثقافية وتحقيق الاقتصاد التضامني وإدماج المرأة في الأنشطة المدرة للدخل.
وذكرت مصادر ممن حضرت الاجتماع، أن عامل الإقليم من خلال هذا التوجه يرسخ التوجيهات الملكية بخصوص الرأسمال الرمزي، والتراث المادي واللامادي بعموم التراب الوطني. وبأن إقليم أزيلال عرف عدة مشاريع تنموية من بينها تثمين زراعة الزعفران. كما سيتم افتتاح مركز التكوين في المهن الجبلية قريبا، ليصبح دعامة في التكوين الفلاحي والصناعة التقليدية والمرشدين السياحيين.
وبالمناسبة فقد أكد المحافظ الجهوي لمديرية الثقافة، بأن هذا الاجتماع مع عمل إقليم أزيلال، يندرج في إطار الاحتفاء باليوم الوطني للتراث لسنة 2019، وبأن وزارة الثقافة والاتصال، قد خصصت غلافا ماليا مهما لترميم المخازن الجماعية بجهة بني ملال خنيفرة، وأن إقليم أزيلال سيكون من بين المستفيدين الأوائل، من هذا الغلاف المالي باعتباره يحتضن أكبر عدد من المخازن الجماعية المبنية بالتراب المدكوك.
وقد انتهى الاجتماع بمجموعة من التوصيات والاقتراحات، التي تعبر عن الرغبة الأكيدة لمد جسور الشراكة والتعاون، من أجل الاهتمام المشترك بهذا الموروث الثقافي الذي يشكل رافعة اقتصادية وورش تنموي كبير، غايته امتصاص البطالة ومحاربة الفقر وتوفير المزيد من مناصب الشغل، عن طريق تثمين التراث المعماري بإقليم أزيلال وتثمين المنتجات المجالية المحلية والبحث عن أسواق جديدة لتصريف المنتوج.
وقد تم الاتفاق في الأخير على أن يقوم مركز معابر للدراسات في التاريخ والتراث والثقافة والتنمية، بعقد اتفاقية شراكة مع المجلس الإقليمي لأزيلال، من أجل تحديد المسؤوليات وضبط الغايات في أفق تحقيق الأهداف المرجوة، التي ستلامس إجراء مسح كامل لمجموع المخازن الجماعية بالإقليم. وذلك من أجل معاينتها ودراستها واقتراح الإجراءات الواجب اتخاذها في أفق اختيار ما يمكن ترميمه منها، وحتى تساهم كأداة ومقاربة تنموية جديدة وفعالة في رفع المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية المتعلقة بالدخل والمعيش اليومي للسكان.
هذا، وبعد الانتهاء من الاجتماع توجه أعضاء مركز معابر وطاقم المحافظة الجهوية للتراث ببني ملال إلى منطقة وادي أيت بوكماز حيث واصلوا اجتماعاتهم مع مكونات المجتمع المدني ورؤساء التعاونيات الإنتاجية، وممثلي الجمعيات الحرفية المهتمة بمجال التراث المعماري والتنمية البشرية، حيث حضر الاجتماع رئيس المجلس الجماعي لتبانت وممثلي السلطة المحلية.
وقد تدارس المجتمعون عدة قضايا تخص مقرات هذه الجمعيات والتعاونيات وقضايا تسويق المنتوج المحلي، حيث وعدت مديرة مركز معابر بتجديد اللقاء مع فعاليات المجتمع المدني بأيت بوكماز، من أجل مواصلة سلسلة التحسيس التي تخص المزيد من الاهتمام بالتراث المعماري بصفة عامة، والمخازن الجماعية بصفة خاصة، باعتبارها إرثا تاريخيا وتراثيا، ومصدرا مدرا للثروة وتحقيق الاقتصاد التضامني، وتثمين المنتجات المحلية، وخلق فرص جديدة للشغل.