عبدالكريم جلال
شهر التراث هو تظاهرة ثقافية سنويّة يُحتفى من خلالها بالتّراث الثّقافي المغربي في كافّة ربوع المملكة المغربية، لما يحمل من تاريخ وهوية وذاكرة، وما يحويه من إبداعات ونشاطات وإنجازات وخبرات الإنسان في الماضي، بهدف توظيفه لتحقيق التنمية في كل المجالات.
هذه الإنشغالات هي إحدى أهم أهدف مركز معابر للدراسات في التاريخ والتراث والثقافة والتنمية، ذاك المولود الجهوي الذي يهتم بالتراث الجهوي ماديا كان أو غير مادي، معتبرا إيهاه منبعا للإلهام، ومصدرا حيويا للإبداع، ينهل منه الفنانون والأدباء والشعراء والفلاسفة والمفكرون، لأخذ العبر والسَّير نحو الأمام.
وقد أبى مركز معابر إلا أن يشارك في هذه التظاهرة الثقافية عبر مجموعة من الأنشطة منها: زيارة منطقة أيت بوكماز والوقوف على وضعية العديد من المخازن الجماعية التي كانت موضوع ندوة بالخزانة الوطنية بالرباط، يوم الخميس25 أبريل 2019، والتي شارك فيها مركز معابر في شخص مديرته الدكتورة سعاد بلحسين بمداخلة حول المخازن الجماعية بالأطلس الكبير المركزي، حيت أشاد جهابذة الأساتذة أمثال الدكتور عبدالمجيد قدوري والدكتور الحسين أيت باحسين بدور أساتذة وطلبة التاريخ والتراث بجامعة السلطان مولاي سليمان بما قدموه من بحوث ودراسات، ميدانية ونظرية، حول التراث الجهوي خاصة المخازن الجماعية.
فتنمية التراث الجهوي، وتثمينه وحمايته، من أولويات مركز معابر، لهذا كانت وجهته صبيحة يوم السبت 27 أبريل 2019، موقع فشتالة التاريخي الذي يبعد عن مدينة بني ملال بحوالي 15 كلم، والذي يتميز بموقع استراتيجي تاريخي، ويختزن تراثا مهما يشهد على الماضي العتيد لهذه الجهة، والأدوار التي لعبتها ساكنتها في الماضي، كما أنه يحوي مجموعة من الإبداعات الحرفية والفكرية والثقافية، لكن للأسف عرف تراجعا وإهمالا وتخريبا، وبدت معالمه بالضياع والتلاشي.
وفي ذات السياق قام الوفد وبعض أعضاء مكتب معابر بزيارة ما تَبقّى من هذه المعلمة ومشاركة جمعية الإبداعات للتأطير التربوي والثقافي والتنمية الإجتماعية بفشتالة مهرجانها: تحت شعار:”ربيع فشتالة للثقافة والتراث والبيئة”، حيث تم الوقوف على محترف الفنون التشكيلية التي شارك فيه فنانون من مختلف مناطق الجهة، والذي أقيم بمسجد المولى سليمان الذي لم يبق منه إلا الأطلال.
وبعد ذلك قام الوفد بزيارة زاوية آل سابك، وهي العائلة المنحدرة من أقاليمنا الجنوبية، والتي هاجرت سابقا إلى المنطقة واستوطنتها، في إطار الحركية القبلية التي شهدها المغرب خلال القرنين 17 و18م، حيث تم لقاء أحد الشيوخ الذي قدم العديد من المعطيات والوثائق لإستثمارها في مجال توثيق العلاقة بين جهة بني ملال خنيفرة والمناطق الجنوبية المغربية.
وفي الأخير دعت مديرة مركز معابر إلى تبني خطط مدروسة مهيكلة بمشاركة متخصصين، يتميزون بذوق وخبرة وغيرة على التراث، من أساتذة وباحثين مهتمين، ومهندسين، وانتربولوجيين وإثنوغرافيين، ومجتمع مدني، لإبراز القيمة التاريخية والعلمية والإجتماعية والجمالية والتنموية، لهذا الموقع، للوصول إلى الغاية المطلوبة التي هي: النهوض بالتراث الجهوي، وتنميته جهويا والدفاع عنه في المحافل واللقاءات والندوات الوطنية والدولية، لتثمينه والتعريف بقيمته وبالإخطار التي تتهدده.
* كما دعت إلى ترميم وصيانة موقع فشتالة وفق أساليب علمية تضمن له الإستمرارية
* تجنيد كل فعاليات المجتمع المدني للنهوض به وتثمينه وتوعية المواطنين بأهميته وبقيمته وبكيفية التعامل معه والعمل على إنشاء مشاريع تنموية بالقرب منه، لإحيائه وجلب السياح والزوار ورؤوس الأموال من فنادق ومقاهي ومتاحف ومراكز ثقافية واقتصادية …