حميد رزقي
مرة ثانية، وككل موسم دراسي ، بدأ القلق ينتاب بعض الأسر الفقيرة ذات الدخل المحدود سواء بالجماعة الترابية سوق السبت أو بالإقليم ككل بسبب كابوس الساعات الإضافية الذي يقولون أنه يجعل فلذات أكبادهم يشعرون أحيانا أنهم خارج التغطية بالفصول الدراسية بل أكثر من ذلك أن البعض منهم، قال أن هذا “الشر الذي لابد منه ” أصبح مؤشرا متحكما في مصير أبنائهم .
وبمدينة سوق السبت كما بغيرها من المدن المغربية ، أصبحت الساعات الإضافية تقريبا ” قاعدة لا استثناء” ، وأصبحت أوقات فراغ بعض المدرسين مملوءة عن آخرها، وانصب اهتمام البعض منهم في غالب الأحيان على عدد الحصص ومردوديتها، وتحول الفصل الدراسي بسبب هذا الوضع المختل إلى فضاء ملائم لاستقطاب المزيد من المنخرطين في اللعبة، والى جحيم يومي بالنسبة لأبناء الفقراء والمهمشين الذين لا قدرة لهم على أداء واجبات هذه الفاتورة التي تجعل من المتعلم فردا محبوبا أو مذموما.
وبين هذا الوضع أو ذاك تجد مسئولي الشأن التربوي غير قادرين على محاربة الظاهرة أو على الأقل تقنينها حتى لا يتعرض أبناء الفئات الهشة إلى إقصائين : إقصاء بالشارع وإقصاء بالفصل الدراسي، الأمر الذي يزيد من تكريس مفهوم أزمة التعليم العمومي ومحاولة التقليل من أهميته.
والغريب في الأمر أنه في الوقت الذي لم يتوقف فيه البعض عن نقذ المؤسسة الخصوصية إلى درجة أن المسألة أصبحت أشبه بمن يحاول كشف “سوأة” أخيه ، نسجل بالمقابل تدبدبا في الكشف وتشخيص عيوب المؤسسة العمومية، حيث أمسى الوضع شبيها إن لم أقل كارثيا، خاصة في السنوات الأخيرة حيث تجاوز عدد التلاميذ بالحجرات الدراسية 60 تلميذا، ناهيك عن الخصاص الحاصل في الأطر التربوية وظهور العديد من الاختلالات الأخرى.
والخطير في الموضوع أن من سلبيات هذه الأزمة،اعني أزمة الاكتضاض،أنها كرست سياسة الساعات الإضافية، وفتحت الباب على مصراعيه ، قهرا لا طواعية، أمام “الطلبة” للتسابق نحو اكتساب عطف بعض الأطر التربوية التي تُدرّس المواد الأساسية من أجل الفوز بحصص إضافية قصد مواكبة العملية التعلمية، الأمر الذي أفضى إلى وضع أشبه بتوصيفات المؤسسة الخصوصية، فما يدفعه التلميذ جهرا لإدارة المؤسسة الخصوصية ومن أبوابها الواسعة، يضخّه نظيره بالتعليم العمومي في جيوب أرباب الساعات الإضافية بأشكال مغايرة ،ليبقى السؤال ما موقع أبناء الفقراء من هذا الوضع المختل، ومن المسؤول الحقيقي ،هل اباء واولياء التلاميذ الذين يكرسون هذا الوضع ام التلميذ ام الاستاذ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اعتقد ان الامر اصبح جليا ، فالعديد من الاباء للاسف هم الذين يكرسون هذا الوضع ، وان الكثير من الاساتذة اصبحوا مجبرين على اداء هذه الخدمة لكن هذا لا يعني اطلاقا ان الامر اصبح مسلما به فالواجب هو الاجتهاد في معرفة تأثيرات الساعات الاضافية على باقي التلاميذ المحرومين منها، والتفكير في منح حصص مجانية لابناء الاسر المعوزة مادام هذا الحال يستحيل تغييره في الوقت الراهن لاعتبارات كثيرة.