محمد الحنصالي
بادر مواطنون فاعلون من ذوي الاريحية بجماعة أولاد سعيد الواد دائرة قصبة تادلة ،إلى إحداث سقاية مياه الشرب لإرتواء العطشى من مرتادي مقبرة الرحمة والمارة.
السقاية المذكورة تم بناؤها بالواجهة الأمامية لمدخل المقبرة ،وقد تميزت بزخرفتها الجميلة التي أسبغت على المكان بهاء وروعة.
وما استرعى انتباهنا كذلك لوحة جدارية مرسومة على الواجهة الأمامية لسور مقبرة “الرحمة” بجانب السقاية ،تتناول موضوع “الماء” في معادلته الفيزيائية المعروفة (H2O)، وعلاقتها بكلمة ” ماء “بالعربية.
هذه الجدارية الإبداعية التي تضفي جمالية على المكان تحمل توقيع الخطاط الحبيب لوريني، الذي قدم لنا فكرة عن مضمون جدرايته الفنية قائلا:”يعتبر الماء المرادف الأول والأخير للحياة. وكلمة ماء تتكون من ثلاث أحرف غير منقوطة (م.ا.ء) وذرة الماء الواحدة أيضا تتكون من ثلاث عناصر ذرة واحدة من الأوكسجين وذرتين من الهيدروجين. هنا ستبين بوضوح هالة اللغة العربية وقدرتها الفائقة على الاكتساح والتموقع في ذات الحرف العربي.عندما ننطق كلمة ماء ننطق حركة الميم مسموعة بينما الألف الممدودة ننطقها كمجال فارغ و بعدها الهمزة على السطر. الألف هنا يشكل البرزخ الفاصل بين ذرة واحدة من الأوكسجين ومثيلتيها من الهيدروجين الألف هو 1 أوكسجين إلى جهة اليمين 《والهمزة هي 2 هيدروجين مقلوبة إلى جهة اليسار 》 وعندما تقوم بتركيب الحركتين《》تكون بصدد رسم نقطة <> والنقطة والفراغ هما مفتاح المنظومة العلمية .يتبين هنا أن ذرة الماء الواحدة تتكون من جانبين اثنين يصطدمان ويفترقان ويعود كل منهما إلى وضع سابق وهذا ما يسمى في قوانين التصادمات ب Les chocs élastiques تصادمات المرنة
ويردف المتحدث قائلا :”أما بخصوص الألوان فقد اخترت ثلاثة وهم Bleu Océan وBleu Mer والأبيض . فاذا كان حيز الماء يشكل 75%في الكون ،فإن اللون الأزرق هو الاخر له نفس النسبة في عالم ألوان الطيف .وهذا أسلوبي الجديد في مجال اشتغالي على الحرف العربي، فموضوع هذه اللوحة هو واحد من أصل 50لوحة تؤسس ما نسميه ب” فيزياء الخصوصية “في الخط العربي.