تاكسي نيوز /جمال.م
يبدو أننا سنقرأ خرجات مثيرة للعديد من قيادات العدالة والتنمية مع التعثر الذي تعرفه عملية تشكيل الحكومة ،ففي تدوينة مثيرة للقيادي بالامانة العامة لحزب البيجيدي نجيب بوليف ،أطلق فيها النار على حزب البام وعلى الصحافة التي وصفها ب”المأجورة” ، حيث تحدث عن محاولة انقلاب عن ارادة الشعب ، وعن الدستور ، في إشارة إلى قضية المؤامرة التي بات يرددها العديد من قيادي العدالة خصوصا مع حالة “البلوكاج ” في تشكيل الحكومة بزعامة عبد الاه بن كيران .
بوليف قال في تدوينته :” عرف المغرب تجربة سياسية نوعية ومتميزة منذ انطلاق الربيع العربي. ويكاد يبقى المغرب البلد العربي الوحيد الذي لا يعرف إشكالات سياسية مرتبطة بممارسة الديمقراطية والاحتكام لصناديق الاقتراع وللارادة الشعبية…
ويجب الاعتراف انه كانت هناك تحركات وممارسات حقيقية لإخراج قطار المغرب عن السكة الديمقراطية، من خلال مختلف الهيئات المحدثة لذلك، وكذلك الاشخاص الذين اثبتوا جاهزيتهم للانخراط في هذا التوجه ولعب دور محوري فيه. لكن الحمد لله، التبصر والحكمة التي عبر عنهما الشعب المغربي وقيادته الرشيدة جعلت الامور تمشي بطريقة آمنة ديمقراطيا، وجاءت نتائج انتخابات 4 شتنبر 2015 ثم 7 أكتوبر 2016 لتوضح انحياز المغاربة الثابت لخيار الاستقرار واعتماد صناديق الاقتراع للفصل بين الاختيارات الحزبية المتنافسة…”
وتساءل بوليف عن ماذا حصل منذ 7 أكتوبر؟؟؟ حيث شرح ذلك قائلا :” رغم التعيين الملكي الواضح للاستاذ عبد الاله بنكيران كرئيس حكومة لتشكيل حكومته، لا زالت الامور لحد الان متعثرة. وهذا الامر يبدو لي من حيث الزمن في شبه العادي، ولا يوحي بأن هناك أزمة سياسية في المغرب، فالزمن السياسي في هذا المجال مقدور عليه. لكن التساؤلات الحقيقية التي وجب طرحها هي:
١/ ما هي الخلفيات الحقيقية التي تقف وراء المناورات المدروسة مسبقا، للمرور للخطة “ب” بعدما فشلت الخطة “أ” التي كانت تهدف لحصول البام على المرتبة الاولى وتبوئه رئاسة الحكومة؟
٢/ ما هي الأطراف التي تقف حقيقة وراء هذه المناورات؟
٣/ ما هي الأطراف التي كلفت بتنفيذ هذه المناورات وتنزيلها للواقع؟
٤/ ما هي الأطراف الحقيقية المستفيدة من هذه المناورات؟؟؟”.
وفي هجومه على الصحافة قال بوليف :” ثم انه وجب طرح أسئلة أخرى مرتبطة ب:
١/ الهجوم الكاسح لبعض وسائل الاعلام المأجورة، التي سبق لها أن عملت على تشويه صورة العدالة والتنمية منذ حوالي سنتين، والتي لا زالت لم تستسغ بعد كيف انتصر هذا الحزب في الاستحقاقين الاخيرين رغم كل المحاولات!!!
٢/ ارتباط بعض الاقلام “الأكاديمية” والصحفية بتدبيج آراء ومقالات، تؤكد نفسها الانقلابي الواضح على صناديق الاقتراع ونتائجها!!!
يرددون بأن ليس هناك إرادة شعبية بوأت العدالة والتنمية الصدارة بجدارة بدعوى نسبة المصوتين! ويعلمون جيدا، وهم الحداثيون بامتياز، أنه في الدول الديمقراطية، الحصول على 125 مقعد هو انتصار كبير، والحصول على المرتبة الاولى يعني المرتبة الاولى… الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي حل ثالثا في انتخابات حزبه الداخلية، وبعد ساعتين من اعلان النتائج قدم استقالته من العمل السياسي نهائيا!!!
يرددون بأنه وجب تسمية اسم ثاني من العدالة والتنمية بتشكيل الحكومة، وهم يعلمون أن الحزب أجمع على ذ.بنكيران، وأنه لا نقاش حول الموضوع، ويعلمون جيدا انهم لن يقسموا الحزب أبدا، بل يزيدونه قوة وتلاحما في مثل هذه المواقف!!! ونحن نقول لهم، سنترك جميع خلافاتنا الداخلية جانبا، وسنناصر ذ بنكيران في هذه المرحلة، وبدون شروط.
يرددون بأنه وجب تسمية الحزب الثاني أو شخصية أخرى لتشكيل الحكومة ضدا على صراحة النص الدستوري!!!
محاولات انقلابية على الدستور، وعلى الاختيار الشعبي الواضح، المهم أنهم يريدون أن يأخذوا الآن بالمفاوضات والحيل السياسية ما لم يحققوه في مساراتهم المختلفة السابقة، وفي محاولاتهم المتعددة لكبح جماح صناديق الاقتراع…”
واختتم القيادي حديثه متسائلا:” تصوروا معي أن يصل هؤلاء الانقلابيون للسلطة في البلد؟
تصوروا معي أن يكون عند هؤلاء الانقلابيين وسائل أخرى غير المال والصحافة والوجاهة؟
إلى متى سيبقى هؤلاء يناورون صدا على مصلحة الوطن؟؟؟وإلى متى سيبقى الديمقراطيون صابرون؟؟؟”