تاكسي نيوز// الصورة من الأرشيف
أحالت مصالح الشرطة القضائية بمدينة دمنات، نهاية الأسبوع المنصرم، على أنظار النيابة العامة بمحكمة الاستئناف ببني ملال شخصين في عقدهما الثاني متهمين بتكوين عصابة إجرامية متخصصة في السرقات تحت التهديد بالسلاح الأبيض.
وكانت مصالح الشرطة بالمدينة قد سجلت في الآونة الأخيرة بعض الشكايات باعتراض السبيل والسرقات، حيث كان المتهمين يتحينون فرصة خلو بساتين الزيتون المتواجدة في هوامش المدينة، ثم يعترضون سبيل ضحاياهم، و تحت التهديد بالسلاح الأبيض يجردونهم من هواتفهم قبل أن يتواروا عن الأنظار مستغلين صعوبة التضاريس والغطاء النباتي الكثيف للمنطقة وانعدام المسالك الطرقية المؤدية إليها.
كانت مهمة عناصر مفوضية الشرطة على قدر كبير من التعقيد أمام شح المعلومات التي كان الضحايا يفضون بها في محاضر تصريحاتهم خصوصا أن المشتبه فيهم كانوا يضعون أقنعة لإخفاء معالم وتقاسيم وجوههم حتى لا يتمكن الضحايا من التعرف على هوياتهم وبالتالي تسهيل عملية إلقاء القبض عليهم من طرف المصالح الأمنية.
وأمام خطورة هذه الأفعال الإجرامية وانعدام ما يكفي من المعلومات عنها نتيحة عجز الضحايا عن تقديم إفادات تساعد على الوصول إلى اللصوص ، كان عزم وإصرار عناصر شرطة مفوضية دمنات كبيرا لفك طلاسيم هذه السرقات المحيرة، وهو ما جعلهم يتبعون مجموعة من السبل للاهتداء لخيط عساه يكون مفتاح هذا اللغز.
انطلاقا من التحريات والأبحاث الميدانية التي باشرتها عناصر الشرطة، استجمعت مجموعة من المعطيات والمعلومات جعلت الشكوك تحوم حول شخصين مشتبه بهما في ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية التي شكلت استثناء في هذه المدينة الهادئة المعروفة بطيبوبة أهلها وتسامحهم، فقام عناصر الشرطة بنصب كمين أسفر عن إيقافهما متلبسين بالجرم المشهود.
أثناء البحث حاول المشتبه فيهما نفي بعض الاتهامات عنهما فتمت مواجهتهما ببعض المعطيات والدلائل الدامغة، فلم يجد أمامها أحد الموقوفين بدا من الإعتراف وإقراره بهذه الأفعال الإجرامية التي كان يقترفها رفقة زميله الذي تعرفت عليه إحدى الضحايا.
وقد أسفرت الأبحاث المنجزة كذلك عن حجز هاتف نقال متحصل من إحدى السرقات، فيما تبين أن متحصلات باقي السرقات التي اقترفها الموقوفان عملا على تصريفها لأشخاص لازالت مصالح الأمن تسابق الزمن لتشخيص هوياتهم وتوقيفهم وتقديمهم للعدالة.
مجهودات رجال شرطة مدينة دمنات الهادئة لقيت استحسان ساكنة المدينة، فهذه العملية وحسب متتبعي الشأن المحلي قوبلت بارتياح كبير لدى المواطنين الذين ثمنوا نجاعة تدخل مصالح الأمن وجهودهم في محاربة الجريمة وكل ما من شأنه أن يمس بأمن وسلامة المواطنين.