طه زريد باحث بأوروبا يشرح تجربته ويوجه رسائل واقعية للمسؤولين ولطلبة الطب و الصيدلة و طب الأسنان و عموم الطلبة بالمغرب

هيئة التحرير28 يونيو 2019
طه زريد باحث بأوروبا يشرح تجربته ويوجه رسائل واقعية للمسؤولين ولطلبة الطب و الصيدلة و طب الأسنان و عموم الطلبة بالمغرب

محمد طه زريد 

 

– بداية أود أن أعبر عن تضامني و مساندتي لطلبة الطب و الصيدلة و طب الأسنان في بلدي الغالي المغرب، و أناشد كل المسؤولين في ذلك الوطن بما فيهم مسؤولي الوزارتين المعنيتين بملف طلبة الطب و الصيدلة و طب الأسنان: أرجوكم كفانا استهتارا و خذوا أمور وطننا الحبيب بجد و نكران ذات! المسؤولية أمام الله و التاريخ وأمور الشعب ليست بالشئ الهين! و استحظروا الرقابة الإلهية و رقابة الضمير قبل أي رقابة أخرى.

– أود أن أشير إلى بعض الأشياء التي أجدها أساسية في ما يخص الإنتقاء و مباريات كليات الطب، لقد كنت و لازلت أقول إن بيانات النقاط العالية في البكالوريا و المباراة في المواد العلمية لا تكفي في وجهة نظري الشخصية لانتقاء طلبة الطب، بل البعد الإنساني في طالب الطب من بين الركائز التي يجب أخدها بعين الإعتبار، و ذلك بتبني طريقة لاختبارات سيكولوجية خلال مقابلة شفهية، ليتسنى للجان انتقاء العناصر الأكثر إنسانية و غيرها من الخصال المحمودة و المرغوب فيها لتكوين دفعات من الأطباء الأكفاء الإنسانيين المتميزين بالأخلاق و المبادئ العالية نظرا لأهمية الطبيب في المجتمع للنهوض بهذا الوطن الذي يستحق كل خير و ازدهار.

– و من بين الأشياء التي حزت في نفسي بعدما أُتيحت لي فرصة تدريس مادة الميكروبيولوجيا الغذائية لطلبة الطب في إحدى الجامعات بسويسرا و بعدما اطلعت على برامج دراسية لكليات طب مختلفة فرنكوفونية و أنغلوساكسونية في كندا مثلا و فرنسا و المغرب، و جدت أن عموم الكليات الفرنكوفونية خصوصا فرنسا و المغرب مع كامل الأسف تقتصر على برمجة الطلبة لصنع روبوتات لوصف و بيع الأدوية، و هذه البرمجة تتم بمقررات في المغرب جُلها لم يتم تحديثه منذ أن تم نسخه (copy-post) و ما يزيد الوضع مرارة هو تبعية المغرب لفرنسا و عيشه على فتاتها حتى في المجلات العلمية، القليل القليل من الطلبة من يتوفق في الخروج من الدوامة النمطية المعروفة على الطبيب في بلدنا. و هو الشئ الذي أظنه مقصودا بطريقة أو بأخرى من جهات معينة! حيث يمكن لأي أحد أن يطلع على إحصائيات المعاملات و الرساميل المتوفرة على الأنترنت لشركات الصناعات الدوائية و التي تفوق تجارة المخدرات و السلاح !

– بغض النظر عن التسير و إستراتيجيات و سياسات التسيير في الجامعات و الكليات و المعاهد و المدارس العليا المغربية، أود أن أشير إلى أنه في حديثي إلى بعض الأصدقاء الممارسين و الباحثين في مجالات الطب و الصيدلة من جنسيات مختلفة، أجدني أخوض في مقارنات (تفرض نفسها) بين أناس يحرصون بشكل غير عادي على مواكبة الأبحاث و تحديث المعلومات و التكوين المستمر، و آخرون ينتظرون مندوبي شركات الأدوية ليشرح لهم كيفية استعمال منتجاتهم الجديدة!

– كرسالة أوجهها إلى طلبة الطب و الصيدلة و طب الأسنان و عموم الطلبة في وطني المغرب، إن أزمة كل بلدان العالم حاليا و أكيد بشكل متفاقم في بلدان العالم الثالث هي أزمة كفائات، أرجوكم احرصوا كل الحرص على الرفع من مستوياتكم و شمولية ثقافتكم، و أن لا تنحصر أهدافكم على حصد الديبلومات و الشواهد لينتج عن ذلك ”ثقافة للعناوين” فقط، بل اطلعوا من فضلكم إلى ما تشمله فلسفة الديبلوم/الشهادة. وفقكم الله و سدد خطاكم.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة