حميد الخلوقي
يبدو أن بعض رجال السلطة لم يفهموا بعد مضامين الخطاب الملكي الذي حث فيه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله على الاهتمام بشؤون المواطنين وتقريب الادارة منهم وتبسيط المساطر الادارية لهم ، كما أوصى جلالته بحسن استقبال المواطنين وقضاء أغراضهم ووثائقهم بدون تعقيدات وبدون “سير وجي”، إلا أنه وللأسف لاتزال الإدارة تعاني من الأعطاب ومن “تجرجير المواطنين” ليحصلوا على وثيقة ادارية بسيطة.
والأغرب من كل هذا أن يشعر المواطن خصوصا إذا كان من الجالية المغربية المقيمة بالخارج أنه غريب في بلده ، وأنه مواطن من درجة اخرى ، وأن بعض الادارات تحاول أن تميز بينه وبين اخوته في أرض الوطن ، حيث تعرض أحد المواطنين من الجالية إلى “تسخسيخة ” ما بعدها “تسخسيخة” للحصول على شهادة السكنى بعنوان منزله الذي في ملكيته رفقة زوجته لما يزيد عن 30 سنة ، فأول المعاناة بدأت مع مقدم الحومة ، ورحلة البحث عنه انطلقت منذ يوم الجمعة الماضية ، حيث توجه المواطن المتضرر الى الملحقة الادارية الرابعة ببني ملال ، وسأل عن عون السلطة من أجل أن يسلمه الشهادة لزوجته إلا أنه انتظر لساعات دون أن يظهر له اثر ، وتم اخباره ان عليه العودة يوم الإثنين .
وبالفعل ، كان اليوم الثاني من رحلة البحث عن “الشهادة” هو يوم أمس الاثنين ، فتوجه المهاجر المغربي الى الملحقة الادارية المذكورة ولم يجد مرة اخرى العون ، وأخبروه ان له ظروف ، وان زميله سينوب عليه ، الى هنا الأمور عادية شيئا ما. لكن ما يثير الاستغراب ان العون المناوب لم يتعرف عليه ولى على زوجته، وطلب منه “نشرة” من الوثائق أغربها شهادة الملكية ، رغم ان المهاجر أدلى بوثيقة ادارة الضرائب التي تحمل اسم زوجته دون ان تشفع له ، وحينها نصحوه بالتوجه عند قائد الملحقة ، وهو ما فعله ، ليتفاجأ بالقائد يقول له يجب ان تدلي بشهادة الملكية وجميع الوثائق ، أو سنسلمك شهادة ادارية ، حينها سلم المهاجر الذي يعاني من المرض ولم يعد يقوى على “تبهديل” الادارة ،سلم امره لله وتسلم شهادة ادارية وشعر ب”الحكرة” و”التمييز”، واقتنع حينها ان مغاربة الداخل يتسلمون شهادة السكنى بينما مغاربة الخارج مشكوك فيهم ويسلمونهم شهادة ادارية لا تجدي نفعا ولا تقبلها بعض الادارات ، حيث عاد مرة اخرى اليوم الثلاثاء عند الموظفة وطلب منها ان تضع له صورة في الشهادة الادارية دون جدوى ، ليعود ادراجه وهو يتحسر على حال بعض الموظفين الذين يتسببون في معاناة المغاربة ولاسيما مغاربة العالم ويشعرونهم بانهم مواطنون من درجة اخرى ، عكس ما تتعامل معهم به دول المهجر التي تحترمهم وتقدرهم بل تعطيهم الاسبقية أحيانا.
يذكر أن المهاجر الذي تعرض لهذه المعاناة ليس هو الأول الذي يتعرض بهذه الملحقة التي تفرض اجراءات غير مقبولة في ظل الخطابات الملكية الرامية الى تقريب الادارة من المواطنين ، كما ان هذا المهاجر وزوجته سبق وان تسلما مرارا ولمرات عديدة شواهد السكنى من شيخ المقدمين الكفؤ المرحوم هيهات محمد الذي كان نعم أعين السلطة التي لا تنام.
وأخيرا اذا كان عون السلطة لايعرف صاحب منزل يقطنه منذ 30 سنة ، فهذا من غرائب أعوان السلطة المعروفون بيقظتهم وبأعينهم الثاقبة التي لا تغفل “نملة” تمر بالشارع ، وما بالك بصاحب منزل قضى به 3 عقود بأكملها.
لا تقلق يا اخي لان المصرف يشمل الجميع هناك متعددي الضمير يحقدون عن المواطن كيفما كان حاله