إنجاز : عبد اللطيف الباز /ميلانو –
يعرف عدد الأطفال القاصرين الذين يُنتزعون من الأسر المغربية التي تعيش في إيطاليا أوضاعا إقتصادية صعبة، وذلك من مشاكل أسرية، بسبب تداعيات الأزمة الإقتصادية بإيطاليا التي عرفت ارتفاعا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة ، إذ يتم نزع الأطفال القاصرين وفق مسطرة قضائية سريعة، وتسليمهم إلى أسر إيطالية أو مراكز خيرية. وقد تفجرت قضية من العيار الثقيل بيبّيانو ريجيو ايميليا حول نزع الأبناء الصغار من آبائهم ومنحهم لعائلات إيطالية وحسب مصادرنا المقربة من أصحاب القرار كانت هاته فقط إحدى الأساليب التي وظفها هؤلاء المجرمين في حق الأطفال الضحايا بهدف إبعادهم عن ذويهم، وبالتالي إبقائهم في دور لرعاية القاصرين وإخضاعهم لدائرة علاجات خاصة مدفوعة الثمن من قبل منظمة غير ربحية في إقليم البييمونتي. كما ضبطت عناصر ” كارابينييري ” في مخزن عشرات الرسائل والهدايا التي أرسلها آباء أطفال الضحايا، والتي خبأها موظفون تابعون لنفس المصالح الإجتماعية المتورطة في هذا الملف.
وفي مستجدات هاته الفضيحة التي شغلت الرأي العام الإيطالي والمغربي بديار المهجر ، الوزير الملف بخدمة العائلات والأشخاص من ذوي الإحتياجات الخاصة، ” لورينتسو فونتانا “وفقا لما برز في التحقيق أطلق عليها اسم “الملائكة والشياطين ” ، يعتبر هذا الفعل الإجرامي الخطير خطوة لم تحدث من قبل”. وتابع: “باتفاق مع مجموعات ممثلة لحزب رابطة الشمال المعادي للمهاجرين، تحركنا لتأسيس لجنة تحقيق لمتابعة المراكز والمؤسسات التي تحتضن القاصرين”.و من أبرز الشكايات “عمليات غسيل الدماغ” ضحاياها قاصرون خلال جلسات العلاج من الأمراض النفسية، التي كانت توظف فيها حتى الصعقات الكهربائية الطفيفة إحداث نوبات في حالة الذاكرة. وبين الجرائم المزعومة الاحتيال الإجرائي، والتوجيه الخاطىء، واستغلال النفود و إستخدام منصب مهني،لفائدة إساءة معاملة أطفال، وإلحاق بهم إصابات خطيرة للغاية، وتقديم وثائق مزورة إلى مكاتب عمومية، وعنف خاص، ومحاولة الابتزاز…
كما ظهرت تفاصيل أخرى في أوراق التحقيق. التزوير في رسومات الأطفال مع إضافة تفاصيل ذات طبيعة جنسية، ومساكن وصفت على أنها مثل جحيم، ووضع ألوان إضافية للتعبير عن نفسية الأطفال المنهكة والمتضررة بشكل خادع، وإضافة حكايات خيالية “مرعبة” تجعل الطفل يعتقد أن والديه ينوون إلحاق الأذى به، ما يشوه صورة الأب أو الأم لدى القاصرين الضحايا. وفي إطار التحقيقات المعمقة أطلق عليها محققون أمنيون عنوان “الملائكة والشياطين”، بتنسيق مع المدعية العام ” فالينتينا صالفي” جرى التأكد من تورط شبكة الخدمات لـ”ڤال دي إنتزا”، بقيامها بكتابة تقارير كاذبة لإبعاد أطفال من عائلاتهم ووضعهم في رعاية مدفوعة الأجر من أصدقاء ومعارف.
كما شملت التحقيقات أيضا الإستماع إلى عشرات الأشخاص، جعلت المحققون يصلون إلى قناعة تامة أن الأمر يتعلق بعملية إجرامية محركها الرئيسي صفقات مالية تقدر بمئات الآلاف يورو.فيما تواصل عناصر تابعة للاستخبارات الإيطالية “ديغوس” قضية “الملائكة والشياطين”، وتم توقيف المتورطين في تزوير وثائق رسمية من أجل نزع أطفال من آبائهم وإيداعهم في مراكز للحضانة مقابل مبالغ مالية مهمة.
وحسب مصادرنا من خلال تصريحات أب وأم لم يريا إبنتهما منذ 11 سنة، منذ أن جرى إبعادها عنهما في تلاعب غير قانوني ومنحها للتبني لفائدة عائلة أخرى. في هذه القضية، جرى توقيف مساعد إجتماعي ساهم في نزع الإبنة الصغيرة من هذين الأبوين.
ووضعت عناصر الكارابينييري التابعة لمدينة ريدجو إيميليا، 18 متورط، بينهم رئيس مدينة بلدة “بيبيانو «أندريا كارليتّي»، وسياسيين، وأطباء ومساعدين إجتماعيين، ومهنيين أحرار، أطباء مختصين في علم النفس ومعالجين نفسانيين لمنظمة غير ربحية تنشط في مدينة تورينو، رهن الإعتقال التحفظي من أجل “ممارسة غسيل أدمغة أطفال قاصرين” بهدف نزعهم من آبائهم وإيداعهم لدى المراكز والمصالح التي تعنى بشؤون القاصرين المبعدين عن والديهم بموجب القانون. وتجدر الإشارة إلى أن العديد من المواطنين الإيطاليين والأجانب شاركوا في مسيرة احتجاجية ليلية مشيا على الأقدام تحت ومضات الشموع للضغط على الحكومة الإيطالية بالقيام بكل مجهوداتها لتفعيل تحقيق معمق بشأن “قضية بيبّيانو”، التي تتطرق إلى انتزاع الأطفال من آبائهم بالحيل وبطرق الغير القانونية بهدف الاتجار وبيعهم إلى عائلات تعاني من العقم ..
كما طالب المحتجون بشد الخناق على جمعية “فال دينزا”، المتورطة حتى النخاع في عمليات انتزاع الأطفال من ذويهم بمساعدات أطباء نفسانيين، الذين يقومون بغسل أدمغة الأطفال الضحايا، وبتواطؤ مع سياسيين ودور المصالح الإجتماعية في محافظة إيميليا رومانيا والبييمونتي وفالي داووستا.