هشام بوحرورة
أنشطة المركز الثقافي أبو القاسم الزياني بخنيفرة في تراجع موسم 2018/2019 موسم للنسيان؛ مقارنة مع السنة الماضية يتبين أن هناك تراجع في أنشطة المركز مما يعني أن هناك أشياء غير مفهومة ؟! المركز مستمر في تقديم خدمات الكتاب لكن ليس هناك تجديد علما أن الكتاب الرقمي أصبح يهدده الورقي.. غابت العديد من الأنشطة الثقافية علما الأوراش و محترفات التكوين و المكتبة الوسائطية أشياء مجمدة.. تلك المعلمة المفروض فيها أن تكون منفتحة على الجميع لتعبر عن الإبداع الغني للمنطقة و تصقل المواهب و تساهم في التنمية.. أملنا أن يتحسن أداء هذا الفضاء لأن دوره أساسي بالنسبة لجميع فئات المجتمع.. من هذا المنطلق سنتطرق لبعض العراقيل التي تقف في وجه العمل الثقافي و تتحكم بمنطق إذا لم تستطع إنجاز أنشطة ثقافية فعرقل أنشطة الآخرين؛
1- يوم اقصاء مثقفين من مهرجان الكتاب في نسخته العاشرة الذي احتضنته ساحة أزلو تبين أن هناك شرخ بين المثقفين؛ مجموعة حضرت المهرجان و دخلت من بابه الواسع بلا رصيد ثقافي نسجله لها بالمركز، و جمعيات نشيطة كانت تملأ المركز أوراشا ثقافية تطوعية نموذج جمعية “مركز روافد بخنيفرة” و غيرها من جمعيات متطوعة.. تم استدعاء بعض الرموز للمشاركة في آخر لحظة فالتحقوا بالمحتجين!؟ هنا نتساءل من المسؤول عن تهميش المثقف العضوي الذي يشتغل بخنيفرة طيلة السنة و إعطاء أهمية لمن ينجز نشاطين؟
– المتتبع لأنشطة المهرجان الأخير يستنتج أن هناك صراع خفي أنانية سجلناها من خلال إقصاء المجلس البلدي من على منصة المهرجان الأخير لم يشير أحدا لدوره و مساهمته رغم مساهمته ب40 مليون مما أُثار غضب رئيس المجلس البلدي في وجه رئيس جمعية إزوران !؟.
2- السؤال المطروح دائما لماذا يتم إقصاء المثقف المحلي؟ و المساهمين في الحقل الثقافي بكل أبعاده الترفيهية التثقيفية.. نستحضر اقصاء الدكتور “محمد أقبلي” من الحدث الثقافي البارز مهرجان خنيفرة، علما بأنه أبدى غيرة على الثقافة المحلية و يحسب له تنظيم ندوة قانونية حول “ظاهرة الاستيلاء على عقارات الغير” ندوة حضرها صفوة من علماء المغرب، و خلال الدورة السابقة لمهرجان أجدير أقدم الدكتور على خطوة جريئة حيث استطاع أن يخلق نوعا من الدفء بين رافضي المهرجان و مؤيديه باقتراحه لتوصيات وازنة تدعوا لتنمية الجانب الاجتماعي و الاقتصادي و التراث المحلي.. إذن هناك أشياء تحبك في الخفاء لتقصي الطاقات المحلية و تعرقل سير المبادرات الإبداعية الجادة ليبقى الفراغ لتلمع معه صورة مثقفين لا نراهم إلا في المناسبات و لا يقدمون شيئا، و هذا يصيب المثقف المبدع بالإحباط أي أنه يقضي على المبادرات التي يحتضنها المركز الثقافي طيلة السنة.
3- شاهدنا عرقلة أنشطة بعض الشباب ينشطون في المسرح و الموسيقى “جمعية أغورا” و لنعود ليوم افتتاح المركز الثقافي يوم 12دجنبر 2014، أوصى وزير الثقافة “محمد أمين الصبيحي” قائلا أمام العدسات؛ (بدون مساهمة كل الأطراف بدون عطاءاتكم انتم الشباب و اليافعين ستظل هذه المعلمة بدون جدوى) المركز بدون طاقات شبابية بدون مبادرات شبابية لا يساوي شيئا سيبقى مجرد أسوار !؟ هنا نتساءل حول برامج المركز و حول دوره في تشجيع الفعل الثقافي و استقطاب الشباب و تفهم اندفاع الصغار و المراهقين في أفق تذويب الطاقات في الفعل الثقافي الفني الوجداني الحركي..
4- سمعنا بانتقال مدير المركز و هناك مديرة جديدة، خطوة كان لابد منها نظرا لمآل المركز و اكتفائه بجدولة زمنية للقاعات (بالترخيص و المنع) و خدمة الكتاب.. المديرة الجديدة كانت سابق عهدها تشتغل بعمالة إقليم خنيفرة نتمنى لها الحظ السعيد، لا نتساءل حول طريقة تعين المدير الجديد لكن من حقنا التساؤل حول كفاءات الإدارة و علاقتها بالثقافة و دورها “كديناموا” كمحرك للفعل الثقافي و مشجع له و مستقطب له.. لأن شخصية المدير يكون لها وزن كلما كان لها إلمام بالثقافة أو كان قدوة يحتدا به..
ختاما المركز الثقافي أبو القاسم الزياني بخنيفرة.. أنهى سنة ثقافية للنسيان! نتمنى أن تعود الحيوية للمركز و هذا مبني على جدية المركز و قدرته على صياغة خريطة للاشتغال بنفس جديد لإنعاش الفعل الثقافي، نتمنى أن يفتح المركز صفحة جديدة مع الفاعلين و المهتمين بالثقافة و التراث المحلي مع استقطاب أنشطة من شأنها أن تنمي الطاقات الشبابية و تصونها، فلا مركز بدون تضحيات و مبادرات المثقفين و المبدعين و نشطاء الجمعيات، لذلك نتمنى أن يعمل المركز على تقدير مجهودات الفاعلين الجادين الذين يشغلون المركز بالثقافة طيلة السنة، العمل الثقافي بخنيفرة متوقف على تضحية أشخاص من الواجب تشجيعهم.