وشكو حسن
في غمرة الحديث المتواصل للحكومة ووزارة الصحة عن المجهودات المبذولة لإصلاح أعطاب قطاع الصحة العمومية، ومصادقة الحكومة على مرسوم يرمي لتوفير تغطية صحية لفائدة المهنيين والاشخاص غير الاجراء، ورصد الميزانيات الضخمة لتطوير قطاع الرعاية الصحية للمواطنين، في ظل كل هذا لازال أكبر تجمع سكاني بجماعة بوتفردة إقليم بني ملال “تنكارف” أو “تسرافت” كما يحلو للسكان المحليين تسميتها، يعاني من حرمان من أي رعاية صحية.
المستوصف الصغير الموجود في البلدة أثار ضجة كبيرة في أوسط الساكنة، بعد أن تم تداول صور تعبر عن وضعه المزري على مواقع التواصل الاجتماعي، لكنّ مسؤولي الصحة بالجهة عوض أن ينكبّوا على معالجة الإشكال الحقيقي الذي يعاني منه المستوصف، والمتمثل في افتقاره للمعدات الطبية، فضلوا إزالة يافضة تظهر وظيفة البناية.
غياب اليافضة التي كانت معلقة فوق باب البناية المتواضعة للمركز الصحي القروي بتنكارق والمكتوب عليها المستوصف القروي تنكارف، قوبل بسخرية كبيرة من طرف شباب المنطقة، إذ اعتبر عدد منهم في تدوينات على موقع “فايسبوك” أن إزالة يافضة المركز يترجم واقعه المتمثل في غياب الأدوية والمعدات اللوجستية التي ستخفف معاناة المرض على أجسد المواطنين المتهالكة.
وكتب مصطفى وهو ناشط فايسبوكي بالمنطقة، ساخرا “تحية لهذا المسؤول العبقري الذي فكر في نزع اليافضة ولم يفكر في تغيير أحوال المستوصف الوحيد في منطقة فقيرة تعيش فيها آلاف النسمات”. وبنفس السخرية علق زايد “أتفق مع الذي قام بإزالة اليافضة لأن هذا المستوصف غير صالح لأي شيء، فقط عليهم أن يمنحه لأحد السكان الفقراء أن يسكن فيه”
وأردف ناشط فايسبوكي أخر قائلاً “المرء الذي رأى بناية هذا المستوصف الحديثة التشييد سيقول أنه مجهز، لكن تنطبق عليه المقولة المغربية المزوق من برا أش خبارك من داخل”.
وحسب الافادات التي توصلت بها الجريدة فإن المستوصف القروي بتنكارق يتوفر على ممرض واحد غير دائم وشبه خالي من الأدوية والمعدات، ما يجعل المواطنين يتجرعون الويلات كلما أصيب أحدهم بوعكة صحية، إذ يضطرون إلى قطع مسافة أكثر من 40 كيلومترا للوصول إلى المركز الصحي بمركز “بوتفردة” الذي يفتقر بدوره إلى شروط الرعاية الصحية الضرورية، أو التنقل في المسالك الوعرة إلى المستشفى الجهوي ببني ملال، والذي يبعد بحوالي 70 كيلومتر.
وحسب الافادات نفسها فإن مستوصف تنكارف تم تدشينه سنة 2014 وكان يحمل اسم المركز الصحي القروي تنكارف ثم بعد مدة قصيرة تم تغيير إسمه إلى مستوصف قروي، وبعد ذلك تم إزالة اليافضة التي تحمل الاسم بشكل نهائي، ما جعل الساكنة تتسائل على هذا التذبذب في تغيير إسم البنية دون التفكير في تحسين وضعهاوتزويدها بالأدوية والاطر الطبية.
شكرا على هدا التوضيح
لكم الف تحية اوال اعلام يسلط ااضو على هده المنطقة