تاكسي نيوز // خاص
لا حديث في أوساط مدينة خنيفرة في الآونة الأخيرة إلا عن العمليات الأمنية المسترسلة التي تقوم بها عناصر الشرطة وعن الدينامكية التي أضحت تطبع عملها، ولعل الزائر لهذه المدينة ستطالعه بدءا من مشارفها تلاوين مختلفة من عناصر الشرطة، تواجد يعطي إحساسا قويا بالأمن والأمان وظهور بارز للعيان يؤكد أن القائمين على الشأن الأمني يأخذون الأمور على محمل الجد.
وما يثير انتباه الزائر لمدينة زيان انتشار كبير لعناصر الأمن تؤثث فضاءاتها وشوارعها، رجال تعلو محياهم سمات الحزم والصرامة ونظراتهم متفحصة تنم عن يقظة واستعداد، كانت سيارات الشرطة تجوب شوارع المدينة وأزقتها ذهابا وإيابا، أما المدارات، فيتوسطها شرطيو مرور يسهرون على تنظيم حركة السير بحركات حيوية متناسقة وفي جدية تلزم مستعملي الطريق بالإنضباط والتقيد بالقوانين،ورجال أمن على دراجات نارية يستغورون الأزقة الضيقة للمدينة العتيقة.
فمدينة خنيفرة الهادئة عاشت وعلى غير عادتها على وقع بعض الجرائم، وهي أحداث توالت في حيز زمني وجيز لم يتعدى بحر الأسبوع، فما كان من مسؤولي الأمن إلا أن تفاعلوا بسرعة وفعالية مع ما يجري من أحداث، فحلت تعزيزات أمنية بشرية ومعدات لوجستيكية مهمة بالمدينة لتؤازر القائمين المحلين على أمن المواطنين وسلامة ممتلكاتهم وتقدم لهم يد العون، وباشر الجميع حملات أمنية مسترسلة أطراف الليل وآناء النهار لتقطع دابر الجريمة وتجتث جدور الإنحراف وتجفف منابع الإحساس بانعدام الأمن، فأثمرت مجهوداتهم إشاعة حالة من السكينة بين المواطنين وعم الأمن والأمان وأعادت قوات الشرطة الأمور إلى نصابها بل زادت لتشمل عملياتها الأمنية القرى والبوادي المترامية على أطراف المدينة لمحاربة ما يصطلح عيه لدى فقهاء الأمن “بالجريمة المستوردة” وهي جريمة يقترفها أشخاص يقطنون بالمداشر المتواجدة بالضواحي، يقصدون خنيفرة على متن دراجاتهم النارية الصينية الصنع، فيقترفون ما يقترفون من جرائم ويتوارون عن الإنظار خارج المدينة.
فالساكنة تتداول أخبارا عن اعتقالات طالت عناصر إجرامية خطيرة بحي المسيرة داخل المدينة وفي مناطقة خارجها كأكلموس وكهف النسور، وأن عدد الموقوفين من المبحوث عنهم وصل إلى العشرات منهم من هو مطلوب في قضايا الإتجار في المخدرات والخمور ومنهم أيضا من هو مبحوث عنه في قضايا الإعتداءات على الأشخاص والسرقات وحتى حيازة الأسلحة البيضاء.
ولاحديث للخنيفريين سوى عن سيارات سوداء تسير على مهل، سائقوها شبان أنيقون بربطة عنق تظهر عليهم علامات الانضباط، إلى جانبهم أشخاص مهيبي الجانب، تعلو وجههم نظرات الجدية والحزم والصرامة، فالسيارات المذكورة تسير ببطء شديد يجلس بها اشخاص وقورون يتفحصون شوارع المدينة والمارة بنظرات متقدة وكأنهم يبحثون عن شخص ما أو يترصدون أمرا معينا. حيث يروي مصدرنا انه في احدى المرات توقفت سيارة سوداء فجأة وسط المدارة، فسارع شرطي المرور إلى تقديم التحية للمسؤول الرفيع، فترجل من السيارة وتقدم نحو الشرطي وخاطبه ببعض الكلمات كان خلالها عنصر المرور يستمع بإمعان شديد، وبعد أن بادل الشرطي تحيته، عاد ليركب السيارة ويواصل تفحصه للشارع، حيث يؤكد ذات المصدر ان عدد كبير من مسؤولي الأمن حلوا بخنيفرة للوقوف على سير الإجراءات الأمنية وأن سيارات سوداء لا تكل و لا تمل من تمشيط المدينة.
هذه التدابير الأمنية الغير مسبوقة استقبلتها الساكنة بارتياح كبير وباشادة بالمجهودات التي تبذلها المديرية العامة للأمن الوطني من أجل استتباب الأمن والامان واعادة الطمأنينة إلى نفوس الساكنة بخنيفرة خصوصا وبالمغرب عموما.