الحسين اوكضى
برنار روزونبيرحي أستاذ مادتي التاريخ و الجغرافيا ، قادته الصدفة هذا الباحث الكبير إلى ان يصل الى المغرب ، كان خوفه من الخدمة العسكرية وخاصة في الجزائر التي كانت آنذاك تحت السيطرة الفرنسية أن ليترشح لمنصب شاغر استاذ لمادة التاريخ و الجغرافيا بإحدى الثانويات بمراكش ، وقد وفقه الحظ رغم أنه لا يتوفر على تكوين بيداغوجي و ديداكتيكي ، تحققت احلام برنار الذي خلف مكان أساتذة فرنسيين عادوا الى فرنسا بعد استقلال المغرب ، بعد وصوله إلى المغرب كما صرح على حد قوله أخذ هو مجموعة من أصدقائه يتعرفون على المغرب على شكل رحلات سياحية و علمية لعدة مناطق بالمغرب ، حفزه هذا إضافة إلى شغفه و حبه الشديد للبحث و التنقيب التاريخي أدى به إلى التعرف على عدة باحثين اركيولوجين رافقهم في تنقيباب أثرية بالمغرب ، من هنا تبدأ الانطلاقة الاولى للمشاريع أبحاث تاريخية كانت تنشر على احدى المجلات العلمية ، منها دراسة قيمة حول مناجم جبل عوام الموجودة بجماعة الحمام إقليم خنيفرة التي توجد فيها مدنية عريقة اغرم اوسار و مدنية فزاز التي تنسب الى المهدي بن توالى الزناتي ، حيث أماط اللثام في هذه الدراسة عن جوانب من التاريخ الاقتصادي و السياسي و الإجتماعي للاطلس المتوسط خلال العصر الوسيط ، و زاد في تأليف عدة أبحاث اخرى حول المناطق الصناعية بالمغرب الوسيط ، كازكندر بالجنوب المغربي و تامدولت ……، و وجد نفسه كاستاذ جامعي بجامعة محمد الخامس بالرباط ، حيث درس و كون باحثين في التاريخ على منهج علمي قوامه الارتكاز على المادة المصدرية و الأثرية كركيزة أساسية للتحقيب التاريخي ، برنار روزونبيرحي الف عدة مؤلفات مع اكاديمين مغاربة كبار ، الا أن عاد الى بلده الأصلي فرنسا التي قاد فيها من جديد أبحاث تاريخية هذه المرة حول التغدية و الصحة و البيئة وخصوصا في الغرب الاسلامي ، و هكذا كانت حياة أستاذ فرنسي الاصل فك الغاز تاريخ المغرب ،بل وجد ضالته في البحث عن وثائق و مصادر و أبحاث أثرية تساعده على إعادة كتابة تاريخ المغرب بشكل علمي و موضوعي .