المحكمة الابتدائية ببني ملال تحت مجهر تاكسي نيوز ماذا تغير ؟

هيئة التحرير11 ديسمبر 2016
المحكمة الابتدائية ببني ملال تحت مجهر تاكسي نيوز ماذا تغير ؟

تاكسي نيوز / الحسن أبو عبيد 

 

بدون زواق ولا مكياج ، وفي الوقت الذي كانت المحاكم تشكل غولا وشبحا مخيفا لكل مواطن يفكر في الذهاب إليها ، من أجل الحصول على وثيقة ما أو ان يقضي غرضا ما ، وخير مثال سنسرده من بني ملال ، ومن المحكمة الابتدائية  التي عرفت تغييرا جدريا في مصالحها ، يجسد المفهوم الجديد للسلطة ، وقرب الادارة من المواطن .

فشاءت الأقدار أن أرافق سيدة من أسرتي أمية دعتني للذهاب معها للمحكمة ، بحكم اعتقادها بأن هذا المرفق كله شطط ، ولن تاخذ وثيقتها إلا بعد سير واجي .

فبمجرد دخولنا إلى باب المحكمة وجدنا عنصر من القوات المساعدة وعنصر من الأمن الخاص ، طلبا منا أن ندخل من باب المراقبة ، حسب الاجراءات الأمنية الجديدة ، سألناه عن مكتب السجل العدلي ، فرافقنا “المخزني” الى داخل المحكمة ، ونعت لنا المكتب ، فعلا توجهنا إليه ، ووجدنا به موظفة أخبرتنا بالوثائق اللازمة المطلوبة ، فكان ينقصنا الطابع البريدي من فائة 10 دراهم ، تركت السيدة بجانب المكتب ،وخرجت إلى محل “كيوسك” أمام المحكمة واقتنيته من هناك ، وعدت إلى الداخل ، فتسلمت منا الموظفة الوثائق وأخبرتنا بأن ننتظر لمدة ساعة فقط ، رغم أن هذه الوثيقة كانت في السابق تستغرق يومين على الأقل .

ونحن ننتظر ، لمحت محام صديق لي منذ أيام الدراسة في الطابق العلوي ، فأشار إلي ودعاني للصعود لرؤيته ، وفعلا صعدت الدرج وتوجهت نحوه ، وتعانقنا ، وتبادلنا أطراف الحديث ، فسألته عن الجو الذي يشتغلون فيه ،ليجيبني وهو يبتسم :” مشا دكشي لي تاتعرف اخويا الحسن ” ، واستطرد قائلا :” هاد لمكتب لي تاتشوف فيه قدامك ديال وكيل الملك ، شوف المواطنين شادين نوبة ، وتايدخلو ويستقبلهوم واحد بواحد ” .

وبينما أنا وصديقي المحامي “م” نتبادل أطراف الحديث فإذا بوكيل الملك يخرج من مكتبه ،وقال للشرطي دخلهوم واحدا واحدا ، وفعلا استقبلهم جميعا بشكل يؤكد المفهوم الجديد للسلطة ، فقال لي صديقي المحامي :” هالي قلت ليك ” ، فمرت سيدة من جانبي خرجت من مكتب الوكيل وهي تقول لرفيقتها أو ابنتها :” تبدلات لوقت بزاف وشوف لوكيل كيفاش هضر معنا بكل ادب”.

فنحن ننقل كل ما نصادفه أمامنا وليس دور الصحافة دائما الفضح ، ولا يقتصر عملها عند هذا الدور ، بل وعلى العكس فهي مطالبة أن تنور الرأي العام وتبلغه بكل ما يطرأ من تغيير على الادارات بكل أشكالها ، حتى لا تبقى تلك النظرة العدمية والدونية ، في مخيلة المواطن ، والتي خلفتها سنوات مضت من الشطط والقمع ،والتي قد يمارسها البعض ممن يحملون المسؤولية ، لكن وبدون نقاش لمسنا تغييرا حقيقيا في أغلب الادارات ،ساهمت فيه عدة عوامل ،أبرزها حقوق الانسان ، وانفتاح المسؤولين على محيطهم ، واخرها الخطاب الملكي السامي الذي كان حاسما .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة