أ.عبد العاطــــي
عاد مدرب رجاء بني ملال لكرة القدم من جديد لتبرير هزيمة فريقه في المباراة التي جمعته بملعب المسيرة بمدينة اسفي برسم مؤجل الدورة الثالثة من بطولة القسم الأول الإحترافي بنظيره أولمبيك أسفي بعدم توفر الفريق الملالي على ميزانية مالية كافية لجلب لاعبين في مستوى عال. و أضاف المدرب مراد فلاح في الندوة الصحفية التي أعقبت هزيمة فريقه بهدف مقابل لاشئ ، بأن لاعبيه ليس لهم تجربة في قسم النخبة ما عدا بنجلون و الواصلي. و بأن الأخطاء التي يرتكبونها و تسجل عليهم أهداف هي أخطاء عادية بالنسبة له، قائلا “إذا كان عندك لاعبين مثل هؤلاء ستقع في مثل هاته الأخطاء” …
نفس المبررات و نفس الإعتذارات يكررها فلاح عقب كل مباراة خسرها الفريق الذي يتوفر على نقطة واحدة من أصل خمس مباريات قابعا في مؤخرة الترتيب. فتارة يحمل المسؤولية للمكتب المسير العاجز عن توفير المال و تارة أخرى يحمل المسؤولية للاعبين بالقيام بأخطاء بدائية و عدم توفرهم على التجربة، ثم مقابل كل هذا يختم بقوله بأنه راضي على أداء الفريق؟
تابع الجمهور الملالي جميع المباريات التي أجراها فريق عين أسردون انطلاقا من مباراة كأس العرش التي أقصي منها من طرف فريق الراك و إلى غاية المقابلة الأخيرة أمام أولمبيك أسفي. و في نهاية كل مباراة كان الجمهور يعبر عن استيائه و عدم رضاه على أداء و نتيجة الفريق سواء الجمهور الذي يحضر بالملعب أو الجماهير الواسعة المتتبعة و حتى بعض المسؤولين المحليين و الإقليميين. و كانت بعض الجماهير تحتج داخل الملعب على المدرب و كذا على المسيرين بعدم رضاهم على الأداء، بينما يبقى المدرب فلاح الوحيد الراضي عن أداء الفريق رغم الهزائم. كيف لمدرب يدرب لاعبين طيلة الأسبوع و يحملهم مسؤولية الأداء و الهزيمة في نهاية كل مباراة؟ المدرب فلاح كان لاعبا مميزا و قام بعمل جبار الموسم الماضي ختمه بتحقيق الصعود مع الفريق ، و قد أثنينا حينها على ذلك و نصبناه بطلا لإنجاز الصعود. أما اليوم فالوضع مغاير تماما فالفريق يمارس في قسم النخبة يواجه فرقا متميزة بمدربين أكفاء مغاربة و أجانب ، في حين المدرب فلاح الذي يتوفر على دبلوم “ب” لم يستطع الصمود رغم أننا نشجعه ليكون طموحه أكبر. و قد تكون تجربته المتواضعة جعلته يقتنع بانتداب لاعبين اتضح بعد الممارسة بأنهم غير قادرين على مسايرة طواحين النخبة ، بل ليسوا مؤهلين مهاراتيا و تقنيا و تكتيكيا على مقارعة لاعبين بمستوى عال و إيقاعات مرتفعة. و كان المدرب فلاح يقول منذ هزيمة الفريق أمام الرجاء البيضاوي بهدف فقط بأن فريقه يتحسن لكن واقع الحال كذبه و خسر الفريق ثلاث مباريات أخرى بسبب ضعف جودة اللاعبين و كذا فشل تكتيكات المدرب و عدم قدرته على مجاراة طرق لعب الفرق المنافسة. فإذا كان الفريق ينهزم بهدف أو هدفين فإن المدرب فلاح راض على الأداء و يعتبر ذلك إنجازا.
و بعيدا عن أي تحامل سواء على المدرب فلاح الذي نحترمه أو على اللاعبين فإننا نقيم الأشياء بنتائجها و على المدرب أن يقوم بواجبه كاملا و أن يسمي الأشياء بمسمياتها و يعترف بأنه المسؤول الأول على انتداب اللاعبين و عن أدائهم و أن يعمل على احترام العقد الذي أبرمه مع الفريق و هدفه حفاظ الفريق على مركزه في قسم النخبة، و أن يكف على الإختباء وراء مبررات ملها الجمهور الملالي. و المدرب فلاح يعلم بأن جميع الفرق المغربية تعيش أزمات مالية لكن مدربيها يركزون مع لاعبيهم على عملهم التقني داخل رقعة الميدان ، و خير دليل على ذلك فريق الطاس الذي يعيش أزمات كبيرة لكن مدربه و لاعبيه حققوا التأهل إلى نهاية كأس العرش بجدارة و استحقاق، كما أنهم يحتلون الصفوف المتقدمة في بطولة القسم الثاني.
الجمهور الملالي الكبير يفهم جيدا كرة القدم و لا يطالب سوى بالنتائج و قد كان محفزا كبيرا للمدرب فلاح في تحقيق الصعود الموسم الماضي ، و هو نفس الجمهور غير الراضي على فريقه هذا الموسم و هذا من حقه ، و لا يمكن أن يستغفله مدرب أو لاعب أو مسير. فغضبه و احتجاجه نابع من حبه و غيرته على فريقه . و نحن كصحافيين من واجبنا نقل تفاعلاته مع فريقه سواء في الأفراح أو عدم الرضى. فالمدرب قد ينجح مع فريق و قد يفشل معه و يتم تغييره ، لكن المحاسب الحقيقي هو المكتب المسير. و الجمهور الملالي يستغرب لصمت المسيرين و يطالبهم بعدم الإختباء وراء الشح المالي و ينتظر ردة فعلهم للقيام بالإجراءات اللازمة لمحاولة إنقاد الفريق قبل فواة الأوان، متمنيا أن يعود الفريق إلى سكة التألق لتحقيق الفرحة. و على من فشل أن يقدم استقالته.