عبد الكريم جلال
عرفت كلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال نشاطا علميا وأكاديميا متميزا تمثلت في الدورة التدريبية الدولية الأولى “استراتيجيات تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها”، بتعاون مع جامعة ميدلبوري الأمريكية بالرباط (ممثلة في مديرها الدكتور سمير جعفر، وهو خبير دولي، مغربي الجنسية)، على مدار ثلاثة أيام: 7 – 8 – 9 نونبر 2019. وتعتبر هذه الدورة سابقة من نوعها في الجامعات المغربية في هذا النوع من الدورات المتخصصة وذات الطبيعة الدولية.
وما يزيد من أهمية الدورة أنها تأتي في سياق الانطلاقة الجديدة والمتميزة للكلية والتي يسعى من خلالها عميدها الأستاذ الدكتور محمد العاملي إعطاء نفس جديد سواء من حيث التكوينات الأساسية، أو من حيث التكوينات التكميلية التي تجعل المؤسسة منفتحة على محيطها السوسيو اقتصادي، وأيضا منخرطة في ورش التنمية الكبير الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، والقاضي بجعل ميدان التربية والتعليم مسهما في خلق دينامية جديدة، وتقديم تكوينات بالمؤسسات الجامعية يجعلها تسهم في خلق فرص للشغل أمام الخريجين والمستفيدين.
ويوضح الدكتور محمد إسماعيلي علوي (وهو من أساتذة هذه الكلية، وأحد المؤطرَين للدورة بصفته خبيرا دوليا في مجال تعليم العربية للناطقين بغيرها) بأن هذه الدورة جاءت لتحقيق مجموعة من الأهداف، منها:
– تمكين المستفيدين من عدة تخصصات جامعية من مهارات تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، خاصة أمام ازدياد الحاجة للأساتذة المتخصصين في هذا المجال، بما يوفر يدا عاملة مؤهلة وعلى تدريب جيد وبمواصفات دولية في استراتيجيات تدريس العربية للناطقين بغيرها؛
– جعل المغرب رائدا في هذا النوع من التكوينات، خاصة بما يتوفر عليه من خبراء دوليين لهم صيتهم وشهرتهم القوية على مستوى العالم؛
– تكوين أطر شابة ومقتدرة ومتخصصة في تعليم العربية للناطقين بغيرها بما يجعلهم قادرين على بناء مناهج وبرامج قوية في هذا المجال، خاصة أن المغرب يعرف توافد العديد متعلمي العربية من مختلف الجنسيات والدول نظرا لموقعه الاستراتيجي، وأيضا لما ينعم به من أمن واستقرار سياسي، وأيضا بفضل التنوع الكبير في الرأسمال اللامادي، فضلا عن التنوع الجغرافي والمناخي والسياحي يجعله يستقطب ألاف الراغبين في تعلم العربية.
هذا، وقد عرفت الدورة أقبالا كبيرا – رغم أن الإعلان عنها جاء في وقت قصير جدا (أسبوعين فقط) ليصل عددهم إلى أربعين مشاركا، أغلبهم من الأساتذة والطلبة الباحثين في سلكي الدكتوراه والماستر، موزعين بين خمس مدن، هي: بني ملال، مراكش، الجديدة، القنيطرة، خنيفرة، مكناس).
وقد عبر المشاركون جميعا عن سرورهم بهذا النوع من التكوينات، خاصة أن المغرب يتوفر على طاقات وخبرات دولية مرموقة. كما عبروا جميعا عن أن الدورة مرت في أحسن الظروف وكان مستوى التدريب والتأطير عاليا جدا، وهو ما حقق أهداف الدورة. وفي هذا الصدد كتب أحد المشاركين (خالد العنيكري، أستاذ التعليم الثانوي بمنطقة بني ملال) على صفحته بالفايسبوك معلقا: “لقد كان النجاح حليف هذه الدورة التكوينية في جميع ورشاتها من بدايتها إلى نهايتها الزمانية والمكانية.. ليبقى التعلم رهين كل لبيب ساع إلى تطوير ذاته، وإلى تنمية مجتمعه، وخدمة لغته، والتعريف بثقافته، والحفاظ على تراثه وهويته”.