هشام بوحرورة
خلد سكان إقليم خنيفرة وفي طليعتهم أسرة المقاومة وجيش التحرير يوم الاربعاء 13 نونبر 2019 ، في جو من الفخر والاعتزاز والحماس والتعبئة الوطنية الذكرى الخامسة بعد المئة لمعركة لهري الخالدة التي تعد من المعارك الكبرى في تاريخ المغرب ابان الاحتلال الاجنبي وتعتبر ملحمة بطولية في مواجهة قوات الاحتلال الفرنسية والتصدي لمخططاتها الاستعمارية ، وقاد فصولها البطل الشهيد موحى وحمو الزياني الذي يعتبر علما من اعلام المقاومة المسلحة ورمزا من رموز الاطلس المتوسط بمشاركة جميع قبائل الاقليم . وبهذه المناسبة نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين واعضاء جيش التحرير بتعاون وتنسيق مع عمالة اقليم خنيفرة وجماعة لهري والفعاليات المحلية بمركز لهري اقليم خنيفرة مهرجانا خطابيا شعبيا كبيرا . ترأس فعالياته الدكتور مصطفى الكتيري المندوب السامي لقدماء المقاومين واعضاء جيش التحرير ومحمد فطاح عامل صاحب الجلالة على الاقليم بحضور العديد من الشخصيات المدنية والقضائية والعسكرية والامنية وفعاليات المجتمع المدني واسرة المقاومة وجيش التحرير وحشد كبير من المواطنين ، وتم خلال هذا المهرجان الخطابي القاء كلمات ومداخلات حول اهمية هذا الحدث التاريخي الهام ، وتخلل هذا المهرجان الخطابي الكبير مراسيم توشيح صدر المقاوم محمد صنهاج بوسام المكافاة الوطنية من درجة ضابط ، بطاقة المقاومة رقم : 528705 المنعم به عليه من طرف حضرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بمناسبة تخليد الذكرى 66 لثورة الملك والشعب الخالدة ، و تم تكريم صفوة من قدماء المقاومين واعضاء جيش التحرير المنتمين للإقليم وعددهم 14 مكرم القيت في حق المحتفى بهم كلمة وفاء واعتراف وإشادة وتكريم وبرور بهذه الصفوة من المقاومين وأعضاء جيش التحرير الاثنى عشرة ، عرفانا بجميلهم وببطولاتهم وتضحياتهم وعطاءاتهم خلال فترة الكفاح الوطني كما تم استعراض نبذا عن حياتهم وكفاحهم وإسهاماتهم في معركة التحرير من أجل الدفاع عن العزة والكرامة وصيانة المقدسات الدينية والتوابث الوطنية . وختتم المهرجان الخطابي بتلاوة لنص البرقية المرفوعة إلى السدة العالية بالله صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده بالمناسبة . ليقوم بعد ذلك الوفد الرسمي بزيارة البناية التي ستحتضن متحف واد سرو للذاكرة التاريخية والطبيعة والثقافة الامازيغية باقليم خنيفرة . وبعد الزوال ، قام المندوب السامي رفقة عامل اقليم خنيفرة والوفد المرافق لهما بوضع الحجر الاساس لبناء معلمة تذكارية بمدينة مريرت تؤرخ لمعارك ونضالات قبائل ايت سكوكو ضد الاستعمار .
وتعتبر معركة لهري الشهيرة التي وقعت يوم الجمعة 13 نونبر 1914 والتي قادها البطل موحى وحمو الزياني في مواجهة الغزاة الفرنسيين بمشاركة جميع قبائل الاقليم : قبائل زيان وقبائل ايت اسكوكو ، والشرفاء ، وقبائل ايشقيرن ، وقبائل بني مكيلد ، وقبائل ايت ايحند ، وقبائل ايت اسحاق ، وقبيلة سيدي بوعباد ، وقبائل ايت سخمان ، وقبائل ايت ويرا ومن العناصر النازحة من تافيلالت ومختلف مناطق المغرب . والحقت هذه القبائل بقوات الاحتلال هزيمة نكراء ، اعطت المصادر الفرنسية احصائيات متضاربة عن الخسائر التي مني بها الجيش الفرنسي في هذه المعركة ، وسنكتفي بسرد الارقام التي قدمها المقيم العام الفرنسي نفسه وهي : 33 قتيلا من الضباط و 650 قتيلا من الجنود و 176 جريحا ، وغنم المقاومون اغلبية العتاد العسكري من مدفعية ثقيلة ، ومدافع رشاشة وعدد كبير من البنادق ، وعشرات الخيول المحملة بالدخيرة الحربية والمؤن . والملاحظ ان المصادر الفرنسية تبالغ في الاحصائيات التي تعطيها عن الخسائر التي تمت في جانب المقاومة . وقد كتب الجينرال كيوم احد الضباط الفرنسيين الذين شاركوا في الحملة على الاطلس المتوسط في مؤلفه : ” البربر المغاربة وتهدئة الاطلس المتوسط : 1912 – 1933 يقول : ” لم تمن قواتنا قط في شمال افريقيا بمثل هذه الهزيمة المفجعة ….” . وقد كان لهذا الانتصار البين لقبائل المنطقة حافزا لحركة المقاومة الشعبية في مختلف جهات المنطقة .
ان الهدف من تخليد هذه الملحمة التاريخية الكبرى هو ضرورة استلهام رسالة الجهاد وقيم التضحية والوفاء وروح الوطنية التي ترمز إليها معركة لهري لتظل الروح الوطنية حية في الأذهان ماثلة في الضمائر والوجدان تنمي وتقوي مواقف الوطنية الحقة والمواطنة الإيجابية والفاعلة والملتزمة ، والتعبئة المستمرة تحت القيادة الحكيمة والمتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله من اجل الدفاع عن وحدتنا الترابية وتثبيت المكاسب الوطنية