الحسين اوكضى
نظمت جمعية الجيل الجديد للتربية و الثقافة بمريرت بشراكة مع وزارة الثقافة و مجلس جهة بني ملال خنيفرة و بلدية مريرت الملتقى الثالث للشعر الامازيغي أيام 15 16 17 نونبر بدار الثقافة ايت اسكوكو ، تحت شعار ” الشعر الامازيغي وسيلة للدفاع عن حقوق الإنسان” الذي اتخذته الجمعية لتعزيز ثقافة حقوق الإنسان ، وقد تم الاحتفاء في هذه الدورة الثالثة بالشعر الامازيغي الريفي في شخص الشاعر الامازيغي الريفي محمد البومكوسي .
و قد افتتح هذا الملتقى بندوة ثقافية ترأسها الاستاذ لحسن فاروقي موضوعها الشعر الامازيغي و حقوق الانسان ، ألقى من خلالها رئيس الجمعية الحسين بوجدي بكلمة ترحيبية للحضور شاكرا فيها كل الجهات التي تدعم الجمعية في القيام بأنشطتها الثقافية ،و بعده أخذ الشاعر الريفي مداخلته التي تمحورت حول ورقة تعريفية حول الشعر الريفي الامازيغي ، و بسط في المواضيع التي تناولته القصيدة الريفية من أشعار المقاومة الى اتخاذ الشعر كوسيلة للدفاع عن حقوق الانسان، و عرج على المراحل التي مر منها الحفاظ بالشعر الريفي من مرحلة جمع أشعار القديمة و تدوينها الى مرحلة تدوين و طبع دواوين شعراء أي أن الشعر الامازيغي الريفي خرج من ما هو الشفاهي الى كتابي عكس شعر الاطلس المتوسط الذي مازال حبيس الشفوي حيث ضاعت منه الالف الاشعار وخاصة بعد موت أصحابها .
و بعده تناول الاستاذ محمد الغازولي شاعر و أستاذ اللغة الأمازيغية انماط الشعر الامازيغي بالاطلس المتوسط ، والقضايا التي نظم فيها الشعراء قصائدهم الغزيرة و عن الشعر الامازيغي الحر حيث ألقى بعض أشعاره التي كانت عبارة عن قصائد الشعر الامازيغي الحديث ، و أختتم الدكتور محمد امحدوك باحث في الآداب الامازيغي بمداخلة مستهلا فيها بضرورة الحسم في الإسم الذي يمنح للشعر الامازيغي باللغة الأمازيغية ، حيث يلقب بأسماء كثيرة من قبيل ثنشادت ، امارك ، ايزري …. ثامديازث ، ….. ، و زاد في قوله أن الأطلس المتوسط رغم أنه خزان كبير لشعراء أمازيغ إلا أن عدم الاهتمام الذي لم يحظ به الشعر الامازيغي من طرف أهله ، أدى إلى ضياع الكثير منه ، و استعرض الباحث المشاكل التي يتخبط فيها هذا الجنس الأدبي الامازيغي ، من انعدام جمعه او تدوينه و دراسته بالإضافة إلى إهمال الجهات المسؤولة ، وقلة الباحثين و الدارسين لهذا النمط الشعري الامازيغي .
وأختتمت الندوة الندوة بمداخلات ركزت أغلبها حول الإقصاء الذي يعاني منه الشعر الامازيغي من طرف وزارة الثقافة و المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية الذي أصبح مجرد معهد خاص لنخب تمثل نفسها ، وليس بمؤسسة أريد منها الحفاظ والنهوض بالثقافة واللغة الامازيغتين.
و في اليوم الثاني من الملتقى الذي تميز بحضور كبير جدا وخاصة لشعراء أمازيغ من الاطلس كميمون اورحو و ادريس السرغنوشي ……، ومدجموعات شعرية امازيغية التي حضرت من الأطلس المتوسط من الخميسات ، و كروان و ايت نظير و افران و ميدلت و خنيفرة …. .حيث نظمت المسابقة الشعرية التي خصصت لها لجنة التحكيم موضوع حقوق الإنسان و جوائز قيمة ، و التي فازت بها مجموعة الشعر الامازيغي من إقليم ميدلت بالمرتبة الاولى والمرتبة الثانية لمجموعة ايموزار كندر و الثالثة لمجموعة كروان بالحاجب ، و تم توزيع الجوائز على ايقاعات موسيقية مجموعة الفنان الحاج أولياس ، و مجموعة احيدوس ايثران تيغزى بالحمام . وقد خصص هذا الحفل لتكريم شعراء و شخصيات تدافع عن الثقافة و اللغة الامازيغتين.