مراسلة خاصة
بشراكة مع جمعية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ، وبدعم من المجلس الجماعي للتمسية إنزكان – آيت ملول، نظمت ثانوية عبدالله الشفشاوني التأهيلية أياما ثقافية مفتوحة تحت شعار” المؤسسة التعليمية..فضاء للتواصل والانفتاح على المحيط” وتأتي هذه الأيام في إطار الأهمية البارزة للأنشطة في الحياة المدرسية، والتي تساهم في ترسيخ التعلمات المدرسية وتنفيذ المنهاج المدرسي بشكل فعال وبطرق تربوية حديثة، فضلا عن إحلال علاقات وضمان ممارسة التلاميذ لحقهم في الإعداد والإشعاع والمشاركة والمبادرة وإبراز القدرات والمهارات الخاصة وتطويرها، وذلك ما تأتى لهم فعليا في هذه الأيام المفتوحة من خلال عدة أنشطة تثقيفية وفنية ورياضية غنية ناجحة، وذلك عبر برنامج متنوع اشتمل على حملة للتبرع بالدم، وملتقى للتوجيه، وورشات تكوينية، وبيئة وجداريات، ومعرض للتراث، ودوري في كرة القدم والذي تميز بالندية والتنافسية والإقبال والنجاح الكبير وبالروح الرياضية، ووعيا بأهمية التشجيع والتحفيز على المثابرة والعطاء كان توزيع مجموعة من الجوائز والشواهد على المتفوقات والمتفوقين في الأسدس الأول.
وفي إطار فعاليات هذه الأيام المفتوحة للمؤسسة كذلك تم برمجة “حفل لتوقيع كتاب وذلك يوم الجمعة 28 فبراير2020 على الساعة الرابعة عصرا، ويعد المؤلَّف آخر إصدارات الكاتب الأستاذ “محمد آيت علو” الموسوم ب”كأن لا أحد” ومن تقديم الأستاذة” وردية الفقير” مسيرة الجلسة، ومن خلال مقاربات نقدية/ وتحليلية لثلة من الأساتذة الكرام الذين أناروا هذا الحفل ومنهم الأستاذ مولاي رشيد الزرهوني والأستاذ مصطفى الزاويت الذين كانت مقارباتهم منصبة حول هوية الكتاب عامة، والنموذج التجريبي الحداثي والتركيز على طبيعة التجنيس ثم الوقوف على تمثلات الانفلات فضلا عن الرؤية الكابوسية والتذويت والشاعرية والصوفية، والجانب الرؤيوي والكتابي في القصة القصيرة اليوم، وطريقة البناء الجمالي والمرجعيات المتحكمة في هذه التجربة، وخصائص التجربة القصصية للكاتب، وما تنفرد به من أبعاد فنية وتصويرية جمالية…أعقبتها مداخلات السادة الأساتذة الذين شرفوا الحفل، وقد ركزوا في مداخلاتهم الأخادة على البناء الفني وبواعث التجربة وأيضا على العتبات لاسيما عنوان المؤلَّف، وكذا التجريب في القصة القصيرة المغربية، وتساؤلات عن التجريب باعتباره حاجة وضرورة ثقافية حداثية أم كونه صدى للتجريب في الغرب؟؟ كما أثار المتدخلون إشكاليات جمة من قبيل ما يتعلق بالتجنيس عامة وإشكالياته..كما أثيرت مسألة القراءة الجبرية في درس المؤلفات ثم المقصدية من كتابة هذا المؤلف، وقد تم عرض شريط فيديو تضمن نبذة عن المؤلف، ومساره الإبداعي وإسهاماته، وما قيل عن إبداعاته في الجرائد والصحف، كما تميز اللقاء الثقافي الحميمي بكلمة السيد مدير المؤسسة” أحمد امجيدو” والتي توجه فيها بالشكر الخالص إلى جميع مكونات المجتمع المدرسي، وكافة الأطر الإدارية والتربوية والأطر المشرفة على النوادي بالمؤسسة مركزا على أدوارها وأهميتها في تفعيل الحياة المدرسية من خلال الجوانب المعرفية والثقافية والإبداعية.. مهنئا ومشيدا بالمبدع الكاتب:محمد آيت علو على إصداره السادس والذي يشكل تجربة واعدة باعتبارها تجربة إبداعية تتميز بملامسة قضايا اجتماعية ونفسية متعددة، مع تركيزه على التهميش والاقصاء والوحدة والعزلة والضياع داخل الأسر والمجتمعات العربية المعاصرة…،مشيرا إلى أن هذه المجموعة ستشكل إضافة نوعية في المشهد الثقافي. وبعد استراحة شاي وزيارة معرض التراث استمتع الحاضرون بقصيدة شعرية للكاتب والشاعر المحتفى به بصوت فاطمة آيت بران، لتستأنف بعد ذلك فعاليات حفل توقيع الكتاب بالتناوب على الكلمة بقية المجتمع المدرسي من خلال جملة من المداخلات والتعقيبات والتساؤلات من طرف المتعلمات والمتعلمين، فضلا عن الأساتذة الفضلاء نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر الأستاذ الفاضل محمد آيت دمنات مدير ثانوية الجازولي الاعدادية، والروائي المتميز يوسف البورقادي..الذين ساهموا في إثراء النقاش.. وفي الختام تم تقديم تدخلات استنتاجية تركيبية وتصحيحية للأفكار السابقة المدرجة ضمن فعاليات هذا اللقاء من لدن الأستاذة وردية الفقير مسيرة الجلسة ..وليختتم العرس الثقافي بكلمة للمؤلف مع الإجابة على بعض التساؤلات المرتبطة بالعملية الإبداعية، كما شكر جميع مكونات المجتمع المدرسي على مثل هذه المبادرات الخلاقة، ثم كان الانتقال إلى توقيع المؤلف الجديد…
والجذير بالذكر أن الكاتب محمد آيت علو راكم نصوصا قصصية متميزة في إطار مشروع تجربته “نصوص منفلتة ومسافات ” في طبعتيه (الأولى غشت سنة 2000 / والطبعة الثانية أبريل سنة 2011 ) فبعد النجاح والإقبال، يواصل الكاتب تجربته من خلال هذه النصوص ” كأن لاأحد ” ومن المنتظر أن تلقى مجموعته هذه نجاحا مماثلا نظرا للعوالم التحديثية الخاصة لهذا الكاتب، والذي يستثمر لغته الشاعرية ليبدع لغة سردية خاصة…، وللإشارة فالكاتب له إصدارات شعرية نذكر منها:” عيون على سفر”، “زورق ونورس” و”عزلة والثلج أسود” والديوان الشعري القادم “طين الشتاء”.