مدينة أزيلال والحاجة إلى مشاريع تنموية بطعم اجتماعي تبدد إكراهات الواقع وتؤهل المدينة إلى مصاف المدن الكبرى بالجهة

هيئة التحرير22 ديسمبر 2016
مدينة أزيلال والحاجة إلى مشاريع تنموية بطعم اجتماعي تبدد إكراهات الواقع وتؤهل المدينة إلى مصاف المدن الكبرى بالجهة

حميــــــد رزقــــــي

 

رغم إكراهات تضاريسها المتنوعة، عرفت مدينة أزيلال في السنوات الأخيرة، حركية تنموية متواصلة تتماشى ورهانات الدولة الرامية إلى تحسين ظروف المواطن الجبلي من خلال تفعيل مخططات عمل إستراتيجية تتواءم وخصوصيات المنطقة ، وتساهم  في ذات الوقت في تسريع وتيرة النمو ومحاربة مختلف مشاهد الإقصاء والهشاشة.

وهكذا، وبفضل المشاريع المختلفة التي رصدها البرنامج المندمج لإعادة تأهيل المدينة، انتزعت أزيلال حُلّــــتها الحضرية بمفهومها التنموي، واستلهمت مشروعيتها من صيرورة التحولات التي طالت البنية التحتية  للمدينة، حيث أمسى المواطن يدرك فعلا انه يقطن بفضاء اجتماعي ديناميكي بكل ميكانيزمات مفهوم الحق في الحياة.

وفي هذا السياق وترسيخا لهذه الفلسفة الاجتماعية، واحتفاء دوما بالمواطن والسعي من أجل تحسين ظروف معيشته، سهر المجلس الجماعي ببلدية أزيلال بتنسيق مع عامل الإقليم  محمد عطفاوي على النهوض بمستوى عيش الساكنة، اعتمادا على إستراتيجية تنموية محددة ، تغترف دلالتها من سياسة الدولة في جانبها الاجتماعي التي تشخصه فلسفة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتمتح نسقها من خصوصيات المنطقة، وتتغيّى في سُموّ أبعادها صناعة سياسة تنموية محورها الإنسان والمجال ،وفق منظومة نسقية متوازنة تأخذ بعين الاعتبار حاجيات الفرد والجماعة ودلالات البعد البيئي ومفهوم التنمية المستدامة.

ولذلك، واستنادا على ما تحقق على أرض الواقع، وبحكم هذه الدينامية المتواصلة على المستوى الاجتماعي والثقافي والرياضي، يمكن القول وبدون مبالغة أن بلدية أزيلال ارتقت إلى مستوى بعض المدن الكبرى بالجهة ، بالنظر إلى مشاريعها التنموية الطموحة ذات بعد الاجتماعي المحض الذي يجسد  بدون منازع توجه المجلس الجماعي المنتخب وحرصه الدءوب على مواكبة الحاجيات الضرورية للساكنة على أكثر من مستوى.

ومن تجليات هذا البعد الاجتماعي ما تم تجسيده في إطار المخطط التنموي للتأهيل الحضري والتنمية ( 2015/ 2018) الذي تم إعداده بشراكة مع مصالح عمالة الإقليم وعدد من القطاعات الحكومية والمجلس البلدي بأزيلال وباقي الشركاء ، و الذي كان ولازال”  يروم بالأساس دعم المجهودات المبذولة من اجل تأهيل المدينة، وتعزيز المشاريع المبرمجة في إطار الشطرين الأول والثاني من برنامج تأهيل البنيات التحتية والتجهيزات الأساسية للمدينة”، في أفق جعل مدينة أزيلال فضاءا “متمدنا” بمرافق سوسيو اجتماعية ذات وقع ملموس ، حيث تم إحداث ساحات عمومية بمعايير عصرية :” ساحة 16 نونبر قرب المسجد الأعظم ،وساحة بين البروج بقلب المدينة حيث ارتأى الساهرون على الشأن العام  من خلالها تشخيص خصوصيات المنطقة الطبيعية والتراثية، وذلك عبر إعادة تأهيل حائط  الساحة بأشكال هندسية متنوعة، ومن خلال توظيف مجسم ديناصور وسط النافورة  يُلهم الأجيال بمدى تجدر بلدتهم في أعماق التاريخ.

والى جانب ذلك، تم توسيع كل مداخل المدينة بمدارات كبيرة  ليس الغاية منها فقط تنظيم حركية السير والجولان ، إنما تنزيل توصيفات حضرية لمفهوم المدينة ، وفي هذا الإطار جاءت عملية  توسيع  الشارع الرئيسي بالمدينة وتقويته بالإنارة العمومية، والاهتمام أكثر بالمساحات الخضراء، بما أنها  تبقى متنفسا ضروريا للعائلات وتعبر عن مدى وعي المسئولين بأهمية البيئة في البرامج التنموية الراهنة استجابة  لمتطلبات المنتظم الدولي.

وفي إطار تقوية البنية التحتية للمدينة ، تم الاهتمام  بتأهيل الأحياء الناقصة في  التجهيز وإعادة تأهيل مساكن الحي العسكري، و خلق مشاريع للقرب و بناء مركز للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وتهيئة الطرق والأرصفة وتقوية الإنارة العمومية وتشجير مجموعة من الشوارع والأزقة وبناء محطة طرقية وحلبة مطاطية للعدو الريفي  ومقر للبلدية وسوق نموذجي كما تم تزين المدارات بما تستحق من ديكورات أصيلة ..

و يرى متتبعون أنه بسبب هذه الطفرة التنموية الأخيرة التي اشرف عليها عامل الإقليم ، أصبحت بلدية أزيلال ، واحدة من بين “الجماعات الترابية ”  بالجهة الأكثر دينامية بعدما استوعبت أهمية الشراكات ، ودور البرامج التنموية، ووقع مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على الساكنة عامة و الفئات الهشة خاصة ،على اعتبار أنها هي المقصودة بفلسفة هذا الورش الملكي الذي غير ملامح العديد من المناطق بتراب المملكة .

ويؤكد { ه.أ }، وهو فاعل جمعوي بالمنطقة، على  أن برامج تنموية مهيكلة من حجم برنامج التأهيل الحضري المندمج لمدينة أزيلال سيكون له ولا محالة  انعكاس إيجابي على  الساكنة والمنطقة على حد سواء خاصة في  الجانب المتعلق منه بالقطاع السياحي. وقال إن مجمل المشاريع التنموية التي عرفتها المدينة مؤخرا ستساهم في إقامة مناطق مهمة للتنمية السياحية والتنشيط الثقافي والترفيه والاستجمام ومن المرجح جدا أن تشكل قطبا للسياحة المحلية والوطنية.

لكن وعلى خلاف هذا الطرح، ذهب آخرون إلى القول أن ما أنجزته السلطات الإقليمية والمجلس الجماعي المنتخب وباقي الشركاء إلى حد الآن لا يتجاوز درجة الإصلاحات العادية، وان أي كلام يروم الحديث عن التأهيل التنموي للمدينة لن يجدي نفعا دون ربطه بانجازات حقيقية كفيلة بضمان حياة كريمة للفرد، الأمر الذي يعني أن مدينة أزيلال وعلى الرغم من كل المجهودات الجبارة التي لا ينكرها إلا جاحد لازالت في أمس الحاجة  إلى برامج تأهيلية  حقيقية  تأخذ بعين الاعتبار حاجيات المواطن والسبل الممكنة للحد من معاناته..

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة