الرياضة وسيلة لتخفيف الضغط النفسي الناتج عن الحجر الصحي

هيئة التحرير21 مايو 2020
الرياضة وسيلة لتخفيف الضغط النفسي الناتج عن الحجر الصحي

بقلم ذ حسن حاجي

فرض تفشي وباء كورونا على الناس المكوث في المنزل أطول فترة ممكنة و بالتالي قد يجد البعض انفسهم تحت رحمة الضغوطات النفسية و العصبية الناتجة بالأساس عن التعرض للاخبار و الحالة الوبائية طوال الوقت . وقد افاد بحث للمندوبية السامية للتخطيط بالمغرب أنه من المحتمل أن يشكل الحجر الصحي تهديدا مباشرا على الصحة النفسية للفرد بدءا من اضطرابات النوم ، موجات من الخوف و الذعر الشديد مروراً بفقدان التركيز و حالات الاكتئاب .

واكدت المندوبية ضمن البحث التي اجرته حول تأثير فيروس كورونا على الجانب النفسي للأسر المغربية أن نسبة 49% من الأسر تعاني من اثر نفسي وتصل هاته النسبة إلى 54% لدى الأسر المقيمة في احياء الصفيح مقابل 41% لدى الأسر المقيمة في مساكن عصرية .

ولعل من أبرز الوسائل للتخلص من هاته الضغوطات النفسية نجد ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم (داخل المنزل خلال فترة الحجر) كوسيلة ناجعة فرضت نفسها بقوة في ظل تفشي هذا الوباء الخطير، حيث أثبتت الأبحاث أن ممارسة الرياضة بشكل منتظم وسليم يساعد بشكل كبير على التخفيف من التوتر النفسي واستعادة الهدوء و السكينة في حياة الفرد ، فالنشاط البدني على سبيل المثال يحفز إفراز “الاندروفين” و هي مادة كيميائية يفرزها الدماغ مرتبطة أساساً بتحسين المزاج وتقليل معدلات الاكتئاب .كما أن التركيز على ممارسة التمارين الرياضية يساعد الشخص على صرف تفكيره بعيداً عن الأفكار المؤلمة وتجعله يسيطر على حالته النفسية ومحاربة القلق. فكلما خضع الشخص لنشاط بدني معين الا وقل لديه الشعور بالتوتر وازدادت لديه عملية افراز مجموعة من المواد الكيميائية المتواجدة في الدماغ نذكر منها على سبيل المثال هرمون السعادة الذي يصطلح عليه ب هرمون “السيروتونين” حيث يعزز هذا الأخير الثقة في النفس و الشعور بالانتماء علاوة على أنه يعد من مضادات الاكتئاب الاكثر شيوعاً .

كما تجدر الإشارة إلى أن ممارسة التمارين الرياضية تساعد بشكل كبير على تحسين نوعية و جودة النوم وذلك من خلال مساعدة الشخص على النوم بشكل أسرع واعمق( Sommeil lent profond). لذا ينصح بممارسة الرياضة 3 الى 5 مرات في الاسبوع لمدة 30 دقيقة على الأقل .

و في هذا الإطار تجدر الإشارة دائما الى اخد الاحتياطات اللازمة قبل الشروع في القيام بأي نشاط بدني معين وذلك بالقيام بمجموعة من التسخينات قصد الإحماء حتى يصبح الجسم في حالة نشاط وبالتالي تجنب أي مضاعفات خطيرة ، الان الجسم ينتقل من مرحلة الراحة الطبيعية الى مرحلة الجهد البدني. وقد تمتد فترة الإحماء من دقيقة واحدة إلى 10دقائق حسب الظروف المناخية الخارجية. تعتبر ممارسة التمارين الرياضية بمختلف أشكالها وصورها عامل اساسي يعزز الثقة بالنفس و بالتالي الاستعداد القوي لمواجهة جميع الضغوطات النفسية اليومية سواء أثناء فترة الحجر الصحي أو خارجه .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

التعليقات تعليقان
اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
  • لمياء
    لمياء منذ 5 سنوات

    لا يختلف اثنان على أن الرياضة أصبحت ضرورة يومية ليس فقط لصحة عضلية جيدة و إنما للراحة النفسية و لتفريغ الطاقة السلبية و خاصة في ظل هده الأزمة الوبائية و الحجر الصحي .شكرا على هدا المقال المفيد

  • عادل
    عادل منذ 5 سنوات

    شكرا اخي على مقالك المزيد من الاستمرارية انشاء الله

الاخبار العاجلة