ذ. عمر أحسين، أستاذ الثانوي التأهيلي وباحث في علوم البيئة
يعيش مجتمعنا المغربي ظرفية خاصة في ظل الحجر الصحي بسبب فيروس كورونا المستجد، والذي ظهر في الصين 25 خلال الشهر الأخير من سنة 2019 وقد سجلت أول حالة في المغرب بتاريخ 2020/03/02 مما أدى إلى فرض الحجر الصحي يومه 2020/03/19.
وقد كان هذا الجراء الاحترازي يهدف إلى الحد من انتشار هذه الجائحة ، لكن للحد من انتشار الوباء لابد أولا وأخيرا من إيقاظ وعي المواطن الذي يعد الفاعل الأساس في هذه المنظومة الإجرائية. وذلك من خلال التزامه بيته واحترام ضوابط الحجر الصحي وعدم خروجه إلا لضرورة ملحة، مع التزام الإجراءات الوقائية الفردية من قفازات وكمامات واقية.
إن المعدات الوقائية الفردية، تعد من أخطر الوسائل التي قد تؤدي إلى انتشار الجائحة بدل الحد منها وذلك بعدم استعمالها استعمالا سليما يستجيب لتعليمات منظمة الصحة العالمية وكذا إرشادات وزارة الصحة. وفي هذا الصدد سنتطرق لتدبير النفايات المنزلية في زمن كورونا ولا سيما في ظل وجود هذه المعدات الخطيرة في المنزل.
لقد أثبتت الدراسات العلمية سابقا أن خلط النفايات المنزلية بالنفايات شبه الطبية يؤدي إلى انتشار الأوبئة وذلك عبر ملامستها. لذلك وجب عزلها عن باقي النفايات، ولا تختلف المعدات الوقائية من كورونا عن هذه النفايات الشبه طبية من حيث طريقة التعامل إلا أن النفايات المتعلقة بكورونا تعد أكثر خطورة نظرا لما لهذا الفيروس من خصوصيات تطيل حياته أثناء التصاقه ببعض المواد.
ونذكر: عمر الفيروس في البلاستيك ثلاثة أيام، في الكارطون 24 ساعة وفي القطع النحاسية أربع ساعات.
كل هذه الأشياء التي ذكرنا، مع العلم بعدم تطور تعاملنا مع النفايات، سيجعل من عمال النظافة أكثر عرضة للإصابة، مما قد يجعل من عائلاتهم بؤرا لانتشار الوباء.
وبحكم تخصصنا البيئي، نود أن نخبركم بطرق تدبير هذه النفايات في ظل هذه الظروف، وتشير منظمة الصحة العالمية وبعض الدراسات إلى ضرورة تصنيف المنازل في ظل هذه الظروف إلى نوعين:
النوع الأول: وهو السائد عندنا في الجهة بحكم كون الحالات المرضية المؤكدة في المنطقة محدودة. حيث تصنف:
– المنازل التي لا تحتوي على الوباء والتي لا توجد فيها الحالات المشكوكة. هذه المنازل تتعامل مع النفايات بطريقة عادية بشرط عزل النفايات الوقائية في أكياس خاصة بعد قطعها وتعقيمها.
– المنازل التي تحتوي الحالة المؤكدة والمشكوك فيها: يلزم التعامل مع النفايات في هذه الحالة طريقة خاصة حسب بعض الدراسات، هنا سنذكر ونؤكد على ضرورة عزل النفايات في أكياس خاصة، والانتظار لمدة 72 ساعة ثم رميها في حاويات خاصة لتتعامل شركات النظافة بالطريقة المناسبة.
هدا ونشير إلى أن الإعلام المغربي لعب دورا مهما للتوعية بخطورة الفيروس، وكذا التوعية بطرق التخلص من النفايات الوقائية ضد فيروس كورونا. إلا أنه، لا يسعنا إلا أن نؤكد، أنه رغم هذه التدخلات، يعد المواطن العنصر الأساس للحد من انتشار الوباء من خلال التزامه بالسلوكات الإجرائية الوقائية.
لهذا سألخص هذا المقال في بضع نصائح:
1- أخي الموطن، بك سيحد الوباء.
2- الزم بيتك، ولا تخرج إلا لضرورة.
3- في حالة خروجك، التزم استعمال المعدات الوقائية وبطرق الاستعمال الصحيحة.
4- لا ترمي هذه المعدات في الشوارع العامة.
5- اعزل هذه المعدات عن النفايات المنزلية الأخرى وذلك بتقطيعها وتعقيمها ووضعها في أكياس خاصة.
ملاحظة: وجب أيضا تجنب رمي الزجاج المكسور في حاويات النفايات تجنبا لإيذاء إخواننا عمال النظافة.
ختاما، يعد عمال النظافة من بين جنود الخفاء على غرار الأطباء والممرضين ورجال الأمن وهيئة التدريس (ذكورا وإناثا)، فلا يسعنا إلا أن ننوه بعملهم وشكرهم، كما نتمنى أن يكون لهذا المقال إسهاما في الحد من انتشار الوباء وتجنيب هؤلاء الأبطال خطر الإصابة.
مزيدا من التألق سي عمر