تاكسي نيوز / محمد المرابطي
السياسة لا دين لها ، ولا صديق دائم فيها ، ولا عدو دائم فيها أيضا ، فالمشهد السياسي المغربي بعد انتخابات 7 أكتوبر أشبه بحرب عالمية ثالثة، فبن كيران أجرى مشاورات ومناورات وحرب اللقاءات من أجل تشكيل الحكومة ، وقطع الوعد على نفسه أنه لن يتخلى عن حزب الاستقلال ” يا يكون فالحكومة أو لا تكون الحكومة” ، واستمرت المراوغات من هنا ، والمسرحيات من هناك بين هذا الحزب وذاك الحزب ،بين هذا العدو وذاك الصديق ، وثلاثة أشهر من التمسك بالميزان حتى لا تختل موازين العدالة والتنمية ، ورفضه لكل المقترحات والشروط من أصحاب الحمامة لطرد شباط ، و لم يقبل الأب الروحي للبيجيديين ولم يقبل معه أيضا أنصاره التخلي على الزعيم الاستقلالي الذي سبهم ذات يوم بأقبح النعوت وشتى أنواع الشتائم ، ورغم ذلك طبق بن كيران ليس في السياسة عدو دائم ، وارتمى في أحضان شباط وتبادل القبل والتحايا وتعانق حزب المصباح مع حزب الميزان واستمرت “المحنة” لثلاثة أشهر ، ولم يعد المواطن يفهم شيئا هل يصدق بن كيران أم شباط أم أخنوش أم العنصر أم لشكر أم زعيم الكتاب بن عبد الله .
ثلاثة أشهر وبن كيران يخير نفسه بين الكرسي وبين أحضان شباط ، وقاوم ثم قاوم ، وأقسم بيمينه أنه لن يتخلى عن شباط ، وكان يتحدث حينها عن المبادئ والكلمة و الرجولة وووو…
اليوم وبعدما اكتشف سي بن كيران أن كرسي الحكومة قاب قوسي أو أدنى من أن تعصف به رياح عاتية ، وتيقن أنه يحلم إذا كان يعتقد أنه سيقاوم العاصفة ، فانتظر إلى أن سقط شباط في المحظور ، في ما يتعلق بتصريحات موريتانيا ، فاغتنم الزعيم الروحي للبيجيديين الفرصة ليبرر لنفسه ولمحيطه أن الظرفية تقتضي العمل بمقولة لا صديق دائم في السياسة ، ولا شيء أهم من مصلحته وكرسيه ، وكأنه يقول فليذهب شباط و “الكلمة” التي أعطيته لمزبلة السياسة ، وليذكرني التاريخ في الولاية الثانية .
بعض الاستقلاليين وحسب مصادر جد عليمة أغضبهم كثيرا بلاغ الامانة العامة لحبيبهم وحليفهم “لي ماعقلش عليهم” ، واعتبروه خيانة لهم وخيانة لمبادئ حزب المصباح الذي سينطفئ ضوؤه بصدور هذا البلاغ ، ورغم اختلاف الكثيرين من داخل الميزان مع شباط إلا أنهم يرون أن بن كيران خذلهم بعد تنازل شباط عن المشاركة في الحكومة ، حيث قال أحد الاستقلاليين :” بن كيران ماصدقتيش لكلمة عندك حريرة فهمتني ولا لا ” وقال آخر :” أي مبادئ هادي أسي بن كيران وفين القسم ودكشي “.
ولنختم بنفس القولة لا صديق دائم ولا عدو دائم في السياسة وأمام الشعور بفقدان الكراسي ، ف “الطز” في شباط و “الطز” في لي خليفو حزب شباط كاع !
وبين بن كيران وشباط وأخنوش …والحكومة ودكشي ،لي فهم فالشعب شي حاجة يفهمنا معاه!