صالح الزاير
في صيف سنة 2006 قررت جماعة بني ملال إنطلاق العمل بالتخلص من النفايات المنزلية وما شابهها بواسطة عقد التدبير المفوض للقطاع بناءا على دراسة مضبوطة.و تم من خلال الوقوف عند كل المعطيات المتعلقة بتدبير النفايات في مدينة يبلغ سكانها 180 ألف نسمة و إعداد العدة و توفير الأليات و المستلزمات الجديدة من شاحنات و كانسات مكانيكية و أخرى يداوية و جرافات وصناديق القمامة و إضافة عدد كبير من الموارد المالية والبشرية و غيرها من المتطلبات. كل هذا من أجل نجاح العملية التي ستنتقل من استعمال وسائل بدائية و بواسطة أليات مهترئة إلى العمل بشكل منظم و مضبوط أكثر تقنيا و تحت المراقبة و التتبع من طرف الجماعة و إدارة الشركة المفوض لها تدبير النفايات.
وفي هذا الصدد وضعت صناديق القمامة في كل شارع و زنقة و بمختلف الأحياء بالمدينة ووضعت شاحنة غسل متنقلة لتنظيف الحاويات بعين المكان ، لكن عقلية و ثقافة بعض السكان في التعامل مع هذه المعطيات الجديدة حالة دون الوصول إلى الهدف و الرغبة في تغيير أسلوبنا في التعامل مع النفايات المنزلية و الصلبة و غيرها، بحيث رفض أغلب الناس وضع صناديق القمامة في أزقتهم و أمام منازلهم و بدئوا يتخلصون منها بشكل تدريجي ، فمنهم من قام بإحراقها و منهم من دمرها و أبعدها عن منطقته بل أن هناك نزاعات بين أحياء حول مكان وضع صناديق القمامة منهم من وصل إلى المحاكم ، ومن هذه المشاكل من وجدت السلطة و المسؤولين عن القطاع صعوبة في حلها. فالكل رفض التعامل مع النفايات المنزلية بثقافة خاصة يحترم فيها الجميع و يساهم في بناء مدينة نظيفة و الحفاظ على جودة الخدمات و المساهمة فيها و الإبتعاد عن الأساليب العدوانية في التعامل مع القطاع.
فهل يعقل اليوم أن نشاهد صناديق القمامة فقط أمام المساجد و المدارس العمومية و المقاطعات و الإدارات العامة و بالساحات و الفضاءات الترفيهة و نرفضها في أزقتنا و أحياءنا في تجديد عقد التدبير المفوض و فتح صفقة جديدة ببني ملال تمت إضافة تحسينات جديدة على بعض الآليات منها على الخصوص صناديق القمامة التي تم جلبها من الخارج و تفرغ في عين المكان و تقفل و بحجم كبير و تبلغ قيمة كل واحدة منها 20000 ألف درهم، فرفض السكان وضعها في الأحياء بالرغم من أنها تقفل و تفتح أوتوماتيكيا كما توضح الصورة ، تم وضع واحدة منها بجوار حي الأطلس في تجزئة فارغة من السكان فتم إحراقها الأمس بالشكل الذي ترونه في الصورة و نحن على أبواب عيد الأضحى و الكل يستعمل الفحم الخشبي في شي اللحوم و إعداد الواجبات الغدائية قد يتكرر المشهد و يتسبب ذلك في معاناة للعمال و الشركة على حد سواء.
هل تحولت ثقافة المواطن ليقتنع برفض الأزبال بالأزقة و الأحياء و يسمح بوضعها أمام المساجد و المدارس و المؤوسسات و الإدارات و يساهم البعض في إحراقها و إتلافها بطريقة او باخرى…