هشام بوحرورة
تعيش قرية تيغزى باقليم خنيفرة الاهمال و التهميش تحولت معه من مفخرة الى قرية اطلال ، و مع هجوم الاسمنت المسلح الذي طمس معالمها و جمالية معمارها ليُقْبر بنايات تُعتبر ذاكرة الاجداد و تاريخ القرية المجيد , غاب “القرميد” الذي اضفى جمالية و عزة و شموخ تتباهى بها امام اشجار الكاليبتوس التي تطل عليها من كل جهة .
شيء محزن أن تصل القرية المنجمية لهذا الحال من المعاناة المتواصلة ، فبعد ان كانت تمثل النموذج الذي يحتدى به في المنطقة ، بل أصبحت في الحضيض من جميع النواحي ، وخصوصا في المجال البيئي حيث أصبحت ترى الازبال المنزلية تتناثر في كل مكان ،و مخلفات الابنية بجنبات الواد الذي يخترق القرية ، و لم تنتهي معاناة الساكنة عند هذا الحد بل تزايد مع إطلاق محطة معالجة السائل التابعة للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب قطاع الماء بمريرت ، حيث تلج الروائح الكريهة جميع البيوت التيغزاوية بدون اذن أصحابها ، مما جعل جل الساكنة المحلية تعاني في صمت.
و تحدثت احدى النسوة للجريدة راجية ايصال صوتها و صوت أهل القرية للمسؤولين لعلها تجد آذانا صاغية لرفع الظلم الذي تعيشه القرية المنسية و ايجاد حل للروائح الكريهة التي جعلت أغلب الساكنة تفكر في هجرة القرية خوفا على صحتهم و صحة اطفالهم في ظل غياب أي دور للشركة المنجمية و المجلس الجماعي لتيغزى والمجلس الاقليمي لرفع الحيف الممارس ضدهم ,وعدم استفادتهم من عائدات الضرائب التي تقدر بحوالي 17 مليار سنتيم و التي تضخ في خزينة المملكة من طرف الشركة المنجمية ، و التي لو تم تحويل جزء من هاته العائدات للقرية و للمنطقة المجاورة للمنجم ، لتم القضاء على البطالة و الفقر و الهشاشة ، مع توفير بنية تحتية عصرية تضاهي المدن المنجمية ، و لكن للأسف الشديد مازالت المعاناة ترفرف فوق سماء هاته المنطقة منذ عشرات السنوات.