ماذا يجري في هذا الزمن؟ وما العمل؟…

يقول المفكر والفيلسوف الفرنسي الكبير إدغار موران الذي لازال في عزلته  بمونبوليي ” ان الانسان يتوقع كل شيئ الا اللامتوقع”  هذا هو تعليقه على هذه الجائحة الجارفة.

فعلا لقد توقعنا كل شيئ الا ما فعله فينا هذا الوباء وما خلفه من اتار نفسية واقتصادية واجتماعية ورغم ما وقع فانه يجب علينا التعايش مع كل هذا وان نتسلح بالصبر والتفاؤل بالمستقبل وان نجتهد في تفكيرنا واعمالنا وان نعيدالنظر في كل شيئ .ان الحياة لابد ان تستمر .لقد مرت البشرية عبر التاريخ بمحن وازمات كثيرة نتيجة العديد من الأوبئة والحروب وقضت على العديد من الاوطان وأودت بالكثير من الأرواح  واعادت رسم خريطة العالم من جديد . ان هذه الجائحة لابد ان تؤدي الى عدة رجات وتغيرات .ستزول مجموعة من الحقائق التي تبين بأنها اوهام ،ستنهار مؤسسات وستنهض أخرى سيموت البعض وسيحيا البعض الآخر ،ستسقط مجموعات اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية بأشخاصها وتبرز مجموعات اخرى .هذا هو منطق التاريخ وهذه هي الحقيقة التي يحب ان نعترف بها ونواجهها. يجب الوعي بكل هذا وعلى البشرية دائما أن تتوقع من هذا الكون المتغير باستمرار كل شيى المتوقع منه والغير متوقع.

يمكن لاي شخص ان يتأتر سلبيا بما يجري الان في هذه اللحظة التاريخية ويمكن ان يعيش في حيرة ولا يعرف ماذا يفعل وكيف يتصرف ويمكن ان يقوم بردود افعال غير مقبولة تجاه ذاته وتجاه الغير والاخرين وتجاه المجتمع ككل .ولكن في مثل هذه الأزمات والمحن يظهر المفكرون والكتاب والمثقفون والمتعلمون ذكورا واناثا ،في مثل هذه اللحظات يحتاج الاخرون من عامة الناس الى التشجيع والتخفيز والتوعية ونشر التفاؤل والامل فما دامت الحياة مستمرة فان كل شيى يمكن ان يتم بناؤه من جديد .لقد علمنا التاريخ ان وراء كل نكسة ووراء كل انحطاط تأتي النهضة وهنا تبرز عبقرية الانسان  يقول فيلسوف الانوار الفرنسي خلال احلك اللحظات التي مرت بها فرنسا ” ما دامت الشمس تشرق وتغيب فان طموح الانسان وسعيه الى التقدم نحو الافضل سيستمر”.

وعليه فإنني أقول: مادامت شمس مغربنا مشرقة فان مستقبل بناتنا وابناءنا ووطننا سيكون مشرقا .