استبشر العديد من ساكنة مدينة بني ملال خيرا بعد شيوع خبر دخول القوات المسلحة الملكية ومدرعاتها وشاحناتها للمدينة ، بعد الارتفاع المخيف لفيروس كورونا الذي انتشر بين الساكنة بشكل مقلق. فلا يختلف اثنان حول اهمية استقدام الجيش والاستعانة بعناصره لدعم مجهودات السلطات المحلية وقوات الأمن والقوات المساعدة في فرض التدابير الاحترازية والوقائية بين المواطنين بالشوارع.
لكن في المقابل تعالت اصوات ملالية تناشد المسؤولين بالمدينة وعلى رأسهم والي جهة بني ملال خنيفرة ، بالإضافة الى المنتخبين والبرلمانيين للتدخل والترافع لدى السلطات المركزية بما فيها وزارة الصحة ووزارة الداخلية من أجل دعم مجهودات الأطقم الصحية بالجهة بصفة عامة وببني ملال بصفة خاصة بالطب العسكري وبإقامة مستشفى عسكري ميداني او مستشفى ميداني مدني ، لاسيما وكما يعلم الجميع ان عددا كبيرا من الأطر الصحية أُصيب بالفيروس الملعون ، واخر حصيلة كانت 15 اصابة بين العاملين بالمركز الاستشفائي الجهوي ببني ملال بينهم طبيب ، بالاضافة الى تسجيل اصابات في بعض اقسم المستشفيات ، وهذا ما يجعل الساكنة تطالب بالطب العسكري لدعم مجهودات وتضحيات الأطباء والممرضين الذين واجهوا الوباء وظلوا في الصفوف الأمامية منذ ظهوره ولم تمنع بعضهم من العمل سوى الإصابة ذاتها.
ومن جهة ثانية ، وكما هو معلوم لدى الجميع ان المركز الاستشفائي الجهوي ببني ملال اصبح يعرف ازدحاما كبيرا ، واكتظاظا غير مسبوق ، نظرا لارتفاع الحالات المصابة مؤخرا ، مما اضطر المصالح الصحية بتنسيق مع السلطات لاعتماد البروتوكول المنزلي وتسليم الدواء للمصابين وإمضائهم لالتزام يتعهدون فيه بالمكوت بالمنزل دون ان يغادروه طيلة هذه الفترة ، وهو ما يستحيل تطبيقه داخل الأحياء الشعبية التي يسود فيها اعتقاد ان المصاب بخير وعلى خير ما دام انه عاد لمنزله، دون ان نتحدث عن البعض من اصحاب نظرية “المؤامرة”واصحاب قولة “الفيروس غير موجود” رغم مايشاهدونه من اصابات في صفوف اصدقائهم وجيرانهم ومايشاهدونه بالقنوات العمومية والمواقع الاخبارية، كما ان بعض المصابين بدورهم لا يلتزمون بالحجر المنزلي ويتجولون بالشارع ، وهو ما يزيد من احتمال الاصابات ، ويُقوِّض جهود السلطات المحلية والامنية والاطقم الصحية.
فلكل ما سلف ، فأغلب الاصوات سواء ممن التقاهم الموقع وسواء من نشطاء التواصل الاجتماعي يُلحون في مطالبتهم لإقامة مستشفى عسكري ميداني او مستشفى ميداني مدني على غرار ما قام به وزير الصحة بمراكش والدار البيضاء ، مادام ان بني ملال هي الاخرى دخلت الى المنطقة المحظورة مع هاتين المدينتين (الدار البيضاء ومراكش) ، اضف الى ذلك ارتفاع الاصابات باقاليم الجهة ابرزهم اقليم أزيلال ، وكل هذه المطالب باقامة مستشفى ميداني تبقى مشروعة ومعقولة ما دام هدفها هو المصلحة العليا للوطن وكذا هدفها التصدي لانتشار هذا الوباء المشؤوم.