م أوحمي
كان الانتظار صعبا و الوقت لا يمر دون أن يتذكر أصدقاء المرحوم حسن إيكرابن أستاذ التعليم الابتدائي فوج 92 أب لأربعة أبناء أكبرهم يدرس بالبكالوريا .
صبيحة يوم الخميس 19 يناير الجاري حلت سيارة نقل الأموات بأزيلال قادمة من أفورار لنقل جثمان شهيد التعليم بمجموعة مدارس أباشكو المديرية الإقليمية للتعليم أزيلال حيث تم نقله من أباشكو إلى أيت بوكماز تم مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي لأزيلال .
إجراءات التوجيه التي أشرفت عليها النيابة العامة بابتدائية أزيلال بالاتصال باستئنافية بني ملال لم تدم طويلا حتى كان قرار الوكيل العام بإجراء تشريح على الضحية في يد أخيه محمد .
انتقل بعد ذلك إلى المستشفى الإقليمي و لتزامن اليوم مع انعقاد اجتماع هام بالمديرية كان طلب إجراء التشريح في الصباح بالأمر الصعب لكن المدير الإقليمي للصحة و المدير الإقليمي للمستشفى تفهما الوضع و كان التشريح و نقل حسن على متن سيارة نقل الأموات في اتجاه أفورار لكن و نظرا لتهاطل الثلوج و انقطاع الطريق عطل وصول الجثمان إلى أفورار لمدة تزيد عن ثلاث ساعات .
وصل جثمان حسن إلى بيت والدته بحي الباطمات و كان مجموعة من رجال التعليم ينتظرونه لإلقاء نظرة الوداع لكن وصول زميلين له بالوحدة المدرسية التي يعمل بها الضحية شهيد التعليم زادت من ألم المتتبعين لحكاية وفاة حسن إذ يقول أحد زملائه أنه لم يفارقه ليلة الثلاثاء 17 يناير الجاري حتى العاشرة صباحا و في صباح اليوم الموالي اعتاد الضحية الذي يدرس سلسلة ثلاميذ اللغة الفرنسية من القسم الثالث حتى السادس أن يقوم بجولة على جوار سكنه الوظيفي قبل وجبة الغداء واستئناف عمله .
يقول زميليه المنحدران من قصبة تادلة و صفرو لم يظهر حسن فسارع الثاني إلى طرق باب مسكنه و لا أحد يجيب فبدأ الإثنان يطرقان الباب بشدة و دائما لا مجيب ليتم الاتصال بمدير المؤسسة الذي أخبر بدوره المدير الإقليمي للتعليم .
انتظر الصديقان ثلاث ساعات حتى وصل رجال الدرك الملكي فتم تكسير الباب و كانت المفاجأة مؤلمة حسن فارق الحياة و بيده مصباح و أمامه إناء حديدي به فحم للتدفئة .
وقتها حضرت طبيبة المركز الصحي لأيت بوولي و نقل الضحية إلى أيت بوكماز عبر سيارة إسعاف تم إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي لأزيلال بسيارة أخرى مخصصة لنقل الأدوية .
جنازة حسن المأثرة جمعت أصدقاءه من م م أيت كيرت و م م أت اشعيب و م م أيت إيعزة و مدرسة الزيتونة حيث كلف بالتدريس بها بعدما انتقل خطأ إلى م م أباشكو التي عين بها في أول مشواره بأزيلال قبل تارودانت .
وفاته تركت أسى عميقا في نفوس رجال و نساء التعليم و كان يوسف لشقر المدير الإقليمي للتعليم يتابع كل إجراءات نقل الجثمان و كان يود و رؤساء أقسامه حضور الجنازة لكن سوء الأحوال الجوية و تساقط الثلوج حالت دون ذلك لكن ناب عنه مومن طالب المدير الجهوي للتربية و التكوين بجهة بني ملال خنيفرة و أحمد خلفي المدير الإقليمي للتعليم ببني ملال و رئيس قسم الامتحانات بالأكاديمية حيث قدموا واجب العزاء لأسرته الصغيرة ووالدته و أخيه و لم يتركوا الفرصة تمر دون الأخد بأيدي الأسرة و السؤال عن أحوالهم .
وفاة حسن إكرابن الذي قضى 25 سنة في حقل التربية و التكوين بعيدا عائلته لم تنصفه الظروف القاسية التي كان يعيشها و ظروف عمله التي حثمت عليه معاناة من الدرجة الأولى و فتحت وفاه قوسا عريضا لوزير التربية الوطنية حول مأل أوضاع رجال و نساء التعليم المحرومون من الاستفادة من الحركة الانتقالية الوطنية في الوقت الذي فتح للمتعاقدين أمل الحصول على أحلام غيرهم .
يقول مصطفى شرو مدير الثانوية التأهيلية الأطلس بزاوية الشيخ أنه التقى الضحية قبل أيام و تبادلا أطراف الحديث و في الغد اتصل به يشكو له برودة الطقس و حالة المتعلمين ملتمسا منه مساعدتهم في إطار قافلة دفء كما أن مدير مدرسة الزيتونة بأفورار أكد أن الرجل كان نعم الأساتذة بالفصل الدراسي يأخذ بيد الأطفال الصغار .
لقد تلقينا ببالغ الحزن والأسى ، نبأ انتقال المغفور له حسن ايكرابن ، شهيد قساوة ظروف التعليم باعالي جبال الاطلس ،الى جوار الرفيق الاعلى ، وبهذه المناسبة الاليمة نشاطر اهل الفقيد و كافة أصدقاء العمل واسرة التعليم ككل ، حزنهم إثر هذا المصاب الجلل ، طالبين من الله ان يتقبله قبولا حسنا و ان يتغمده باوسع رحمته التي وسعت كل شيء .
فباسمي ، ونيابة عن جريدة الوسائط الاخبارية ، نقدم اخلص تعازينا الى اسرتي الفقيد الصغيرة والكبيرة ، متمنين للجميع حسن الصبر والسلوان .
و إنا لله وإنا إليه راجعون
ان وفاة الفقيد حسن ايكرابن ، شهيد الظروف القاهرة لرجال ونساء التعليم بقمم الاطلس ، اتت لتطرح رزمة من الأسئلة الغير المشفرة حول الظروف القاسية واللا محتملة التي يمارس فيها هؤلاء، مهامهم التي تعد شبه مستحيلة ومنعدمة المردودية ، كلما قست الطبيعة بثلوجها السميكة وبردها القارس على الاستاد و التلميذ خصوصا إذا انعدمت ابسط وسائل التدفئة .
رسائل اليوم واضحة و مستعجلة الى الجهات الوصية على قطاع التعليم بالاقليم ، قصد اتخاذ ما يلزم من تدابير عملية و مستعجلة ، لتحسين ظروف عمل المعلم ، وتعلم التلميذ ، في هذه المناطق التي تصبح معزولة ، والحياة فيها شبه مستحيلة ، كلما حل فصل الشتاء ، فلا حياة بدون تدفئة في وسط الثلوج!
مرة أخرى تعازينا لكم جميعا ، و دعواتنا للفقيد بالرحمة والمغفرة وإنا لله وانا اليه راجعون .